أوفيرني: أرض البراكين الخامدة والجمال الطبيعي في قلب فرنسا

 أوفيرني: أرض البراكين الخامدة والجمال الطبيعي في قلب فرنسا

منطقة أوفيرني (Auvergne)، هذه المنطقة التاريخية السابقة في قلب فرنسا، هي كنز طبيعي يتميز بوجود سلسلة من البراكين الخامدة التي تمنحها مناظر طبيعية فريدة ومذهلة.

اوفيرني

 تشتهر بكونها موطنًا للمراعي الخضراء الشاسعة، البحيرات البركانية الصافية، والقرى الجبلية الهادئة. على الرغم من أنها لم تعد كيانًا إداريًا منفصلاً، إلا أن أوفيرني تحتفظ بهويتها البركانية المميزة وجمالها الطبيعي البكر.

نبذة تاريخية:

يعود تاريخ أوفيرني إلى العصور القديمة الرومانية، حيث كانت موطنًا لقبيلة الأوفيرني (Arverni) القوية، التي قاوم زعيمها فيركنجتوريكس (Vercingetorix) جيوش يوليوس قيصر.

 في العصور الوسطى، أصبحت المنطقة كونتية قوية ذات نفوذ إقطاعي، وشهدت تطورًا دينيًا وثقافيًا، مع بناء العديد من الكنائس الرومانسكية البارزة.

 على مر القرون، كانت أوفيرني منطقة زراعية بشكل أساسي، تتميز بتربية الماشية وإنتاج الأجبان. في العصر الحديث، أصبحت المنطقة وجهة مفضلة للسياحة البيئية والمنتجعات الحرارية، مستفيدة من ثرواتها الطبيعية البركانية.

الموقع والمساحة:

تقع أوفيرني في وسط فرنسا، وهي منطقة داخلية لا تطل على الساحل. كانت تحدها مناطق أخرى مثل بورغندي وليموزان (الآن جزء من نوفيل آكيتين) من الغرب، لانغدوك-روسيون وميدي بيرينيه (الآن جزء من أوكسيتاني) من الجنوب، ورون-آلب (الآن جزء من أوفيرني-رون-آلب) من الشرق.

خريطة اوفيرني

منذ 1 يناير 2016، لم تعد أوفيرني منطقة إدارية قائمة بذاتها، بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من منطقة أوفيرني-رون-آلب (Auvergne-Rhône-Alpes) الموحدة، التي تشكلت باندماج أوفيرني ورون-آلب. 

تبلغ مساحتها حوالي 26,013 كيلومترًا مربعًا، وتتميز بتضاريسها الجبلية المتميزة بسلسلة براكين بولان (Chaîne des Puys)، التي تُعد موقعًا للتراث العالمي لليونسكو.

السكان:

كان عدد سكان أوفيرني يبلغ حوالي 1.35 مليون نسمة (حسب الإحصائيات التقديرية قبل الاندماج).

 تتميز المنطقة بكثافة سكانية منخفضة نسبيًا، مما يمنحها شعورًا بالهدوء والمساحات المفتوحة، مع تركز السكان في المدن الرئيسية مثل كليرمون-فيران.

نظام الحكم:

في 1 يناير 2016، توحدت أوفيرني مع رون-آلب لتشكلا منطقة أوفيرني-رون-آلب (Auvergne-Rhône-Alpes). يقع المقر الإداري لهذه المنطقة الموحدة في مدينة ليون (Lyon).

علم فرنسا

 يدير شؤون المنطقة مجلس إقليمي منتخب يعمل على التنمية الاقتصادية، النقل، التعليم، والسياحة على مستوى المنطقة الأكبر. على الرغم من هذا الاندماج، تحتفظ أوفيرني بهويتها الطبيعية والريفية المميزة.

المدن الرئيسية:

إلى جانب العاصمة، تضم أوفيرني مدنًا رئيسية أخرى ذات أهمية:

مدينة فيتشي

• فيتشي (Vichy): 

• مدينة منتجعات حرارية شهيرة، تشتهر بمياهها المعدنية وهندستها المعمارية الأنيقة.

• لو بوي-أون-فيلاي (Le Puy-en-Velay): 

• مدينة تاريخية ودينية فريدة من نوعها، تشتهر بكاتدرائيتها المذهلة التي تقع على قمة تل بركاني وبداية أحد طرق الحج إلى سانتياغو دي كومبوستيلا.

• أوريلاك (Aurillac): 

• مدينة تقع في قلب جبال الكانتال، وتُعد مركزًا للأنشطة الخارجية.

• مونلوسون (Montluçon): 

• مدينة تاريخية في شمال أوفيرني، تشتهر بقلعتها التي تعود للقرون الوسطى.

العاصمة ونبذة عنها: كليرمون-فيران

كليرمون-فيران (Clermont-Ferrand) هي العاصمة التاريخية لمنطقة أوفيرني، وأكبر مدينة فيها. وهي مدينة فريدة من نوعها بسبب موقعها عند سفح سلسلة براكين بولان وبنائها الذي يستخدم الحجر البركاني الأسود.

كليرمون-فيران

• الموقع: 

• تقع كليرمون-فيران في قلب منطقة أوفيرني البركانية، وتحديداً عند سفح بركان "بوي دو دوم" (Puy de Dôme).

• التاريخ: 

• تتميز كليرمون-فيران بتاريخ يعود إلى العصور الرومانية، وقد كانت مدينة مهمة في الغال الرومانية. في العصور الوسطى، كانت مركزًا دينيًا مهمًا، وشهدت الخطاب الذي أطلق الحملة الصليبية الأولى.

• الثقافة والصناعة:

• تُعرف كليرمون-فيران بـ كاتدرائيتها (Cathédrale Notre-Dame-de-l'Assomption)، المصنوعة بالكامل من الحجر البركاني الأسود، مما يمنحها مظهرًا فريدًا. المدينة هي أيضًا مركز صناعي مهم لشركة ميشلان للإطارات.

• الجانب العصري:

• كليرمون-فيران مدينة جامعية حيوية، تجمع بين تراثها التاريخي وروحها العصرية، وتُعد بوابة لاستكشاف عجائب أوفيرني البركانية، خاصة مع قربها من مدينة براكين أوروبية (Vulcania).

الأكلات الشعبية:

المطبخ في أوفيرني قوي، دسم، ويعتمد بشكل كبير على منتجات الألبان (خاصة الأجبان) ولحوم الماشية:

اجبان اوفيرني

• أجبان أوفيرني:

• المنطقة مشهورة عالميًا بأجبانها التي تحمل تسمية المنشأ المحمية (AOC/AOP)، مثل كانتال (Cantal)، سانت نكتير (Saint-Nectaire)، بلو دوفيرني (Bleu d'Auvergne)، وسالمون (Salers).

• تريوفاد (Truffade):

• طبق شهي من البطاطس المطبوخة مع جبن كانطال أو توميه طازج، والثوم والبقدونس.

• بوتيه أوفيرني (Potée Auvergnate):

• يخنة ريفية غنية باللحم (عادة لحم الخنزير) والملفوف والخضروات.

• جانتشيز (Janzu):

• نوع من النقانق المحشوة.

• أليغوت (Aligot): 

• هريس بطاطس دسم ومطاطي يُخلط مع جبن توميه طازج والثوم.

• شوربات العدس (Soupes de lentilles): 

• العدس المنتج في لو بوي-أون-فيلاي (Lentille Verte du Puy) مشهور جدًا.

• لحم بقر سالمون (Salers Beef):

• لحم بقر محلي عالي الجودة من سلالة سالمون.

الأماكن السياحية:

تقدم أوفيرني مجموعة متنوعة من الأماكن السياحية التي تناسب محبي الطبيعة، المغامرة، والتاريخ:

براكين بولان

• سلسلة براكين بولان (Chaîne des Puys): 

• موقع تراث عالمي لليونسكو يضم حوالي 80 بركانًا خامدًا، بما في ذلك بركان بوي دو دوم (Puy de Dôme) الذي يمكن الصعود إليه بقطار بانورامي للاستمتاع بإطلالات خلابة.

• فولكانيا (Vulcania): 

• مدينة براكين أوروبية، وهي حديقة ترفيهية تعليمية مخصصة للبراكين وعلوم الأرض.

• بحيرات أوفيرني البركانية (Volcanic Lakes): 

• مثل بحيرة أيدان (Lac d'Aydat)، وبحيرة شامبون (Lac Chambon)، وهي مثالية للسباحة والأنشطة المائية.

• الحديقة الإقليمية الطبيعية لسلاسل براكين أوفيرني (Parc Naturel Régional des Volcans d'Auvergne):

• أكبر حديقة براكين في أوروبا، توفر فرصًا ممتازة للمشي لمسافات طويلة.

• لو بوي-أون-فيلاي (Le Puy-en-Velay):

• زيارة كاتدرائيتها التي تعود للقرون الوسطى وممراتها الصخرية الفريدة.

• منتجعات فيتشي الحرارية (Vichy Thermal Spas):

• للاسترخاء والعلاج بالمياه المعدنية.

• قلعة تورنوار (Château de Tournoël): 

• قلعة من القرون الوسطى توفر إطلالات جميلة.

• مصانع الأجبان: 

• زيارة مصانع الجبن المحلية في المنطقة لتذوق أشهر أجبان أوفيرني.

• القصر الباباوي في بيزانسون (Palais des Ducs de Bourbon) في مولان (Moulins): 

• على حدود المنطقة، ولكنه معلم تاريخي مهم.

العملة المتداولة:

العملة المتداولة في أوفيرني، كما هو الحال في جميع أنحاء فرنسا، هي اليورو (€).

اليورو

أوفيرني هي منطقة فريدة من نوعها، تقدم تجربة فرنسية أصيلة بعيدًا عن صخب المدن الكبرى، مثالية للراغبين في استكشاف المناظر الطبيعية البركانية الخلابة، تذوق الأجبان والمأكولات الريفية الشهية، والانغماس في هدوء الريف الفرنسي.

....................