محافظة عجلون: جنة الأردن الخضراء وقلعة التاريخ الشامخة
تقع محافظة عجلون في شمال غرب المملكة الأردنية الهاشمية، وتُعرف بلقب "جنة الأردن" بفضل طبيعتها الخلابة وغاباتها الكثيفة وجبالها الشاهقة.
![]() |
تلفريك عجلون |
تُعد عجلون ملاذًا طبيعيًا وتاريخيًا يمزج بين سحر المناظر الطبيعية الآسرة وعراقة الآثار التاريخية، وعلى رأسها قلعة عجلون الشامخة.
نبذة تاريخية:
تتمتع عجلون بتاريخ عريق يعود إلى آلاف السنين، حيث كانت مأهولة بالسكان منذ العصور القديمة.
يعود ذكرها في بعض الكتابات الرومانية، لكنها اكتسبت أهمية استراتيجية بالغة خلال العصر الأيوبي، خاصة في فترة الحروب الصليبية.
![]() |
العلم الاردني |
ففي عام 1184 ميلادي، أمر القائد صلاح الدين الأيوبي ببناء قلعة عجلون (قلعة الربض) على قمة جبل عالٍ بهدف مراقبة الطرق التجارية ومنع توسع الصليبيين نحو الشرق.
لعبت القلعة دورًا محوريًا في الدفاع عن المنطقة وكانت مركزًا إداريًا وعسكريًا هامًا. بعد ذلك، تعاقبت عليها فترات حكم مختلفة، وما زالت آثارها شاهدة على عظمتها.
الموقع الجغرافي:
تقع محافظة عجلون في شمال غرب الأردن، على بعد حوالي 76 كيلومترًا شمال غرب العاصمة عمان. يحدها من الشمال محافظة إربد، ومن الجنوب محافظة البلقاء، ومن الشرق محافظة جرش، ومن الغرب نهر الأردن وفلسطين (الضفة الغربية).
![]() |
مقع محافظة عجلون |
يتميز موقعها بكونها منطقة جبلية وعرة، تغطيها غابات السنديان والصنوبر والبطم، مما يمنحها مناخًا معتدلاً صيفًا وباردًا ممطرًا شتاءً.
المساحة والسكان:
تبلغ مساحة محافظة عجلون حوالي 420 كيلومترًا مربعًا، مما يجعلها من أصغر المحافظات الأردنية مساحةً.
أما عدد السكان، فيبلغ حوالي 220 ألف نسمة (حسب تقديرات عام 2024)، يتوزعون في مدينة عجلون والبلدات والقرى التابعة لها.
تُعد عجلون من المحافظات ذات الكثافة السكانية المرتفعة نسبيًا نظرًا لطبيعتها الجبلية.
المدن الرئيسية:
تُعد مدينة عجلون هي المركز الإداري للمحافظة. بالإضافة إليها، تضم المحافظة عددًا من المدن والبلدات الهامة، منها:
![]() |
مدينة عجلون |
عنجرة:
بلدة كبيرة تشتهر بكنيسة سيدة الجبل الأثرية.
كفرنجة:
تتميز بطبيعتها الجميلة وزراعة الزيتون.
الهاشمية:
بلدة ذات طبيعة جبلية.
عين جنا:
قرية جميلة تشتهر بينابيع المياه.
الأكلات الشعبية:
تتميز عجلون، كغيرها من مناطق الشمال الأردني، بمطبخها الذي يعكس كرم الضيافة وأصالة الأردن. من أبرز الأكلات الشعبية التي يمكن تذوقها في عجلون:
![]() |
المنسف الاردني |
المنسف:
الطبق الوطني الأردني، وهو حاضر بقوة في جميع المناسبات.
المقلوبة:
طبق شهي من الأرز والخضروات واللحم أو الدجاج.
المسخن:
طبق فلسطيني الأصل شائع في مناطق الشمال، يتكون من خبز الطابون والبصل والسماق وزيت الزيتون والدجاج المشوي.
الخضراوات الموسمية:
مثل الفول الأخضر والبازيلاء التي تستخدم في أطباق متنوعة.
الخبز البلدي:
المخبوز في التنور أو الطابون، ويقدم مع زيت الزيتون وزعتر عجلون الشهير.
العسل الجبلي:
تشتهر عجلون بإنتاج العسل الطبيعي عالي الجودة.
الأماكن السياحية:
تُعد عجلون مقصدًا سياحيًا هامًا بفضل تنوعها الطبيعي والتاريخي:
![]() |
قلعة عجلون |
قلعة عجلون (قلعة الربض):
تُعد المعلم الأبرز في المحافظة، وهي قلعة أيوبية شامخة توفر إطلالات بانورامية خلابة على الجبال المحيطة ووادي الأردن. يمكن للزوار استكشاف أبراجها، غرفها، وممراتها السرية.
محمية غابات عجلون:
منطقة طبيعية محمية، تُعد ملاذًا للحياة البرية، وتوفر مسارات للمشي لمسافات طويلة (الهايكنج) ومناطق للتخييم ومراكز للزوار.
تلفريك عجلون:
أحدث إضافة سياحية للمحافظة، يربط بين قلعة عجلون واشتفينا، ويوفر تجربة فريدة لمشاهدة المناظر الطبيعية الخضراء من الأعلى.
كنيسة سيدة الجبل (عنجرة):
موقع حج مسيحي هام، يُعتقد أنه المكان الذي مرت به السيدة مريم العذراء والسيد المسيح عليهما السلام.
مسجد عجلون الكبير:
مسجد تاريخي يقع في وسط مدينة عجلون.
متحف عجلون الأثري:
يعرض قطعًا أثرية من المنطقة.
خربة مار إلياس (موقع تلة مار إلياس):
يُعتقد أنه مسقط رأس النبي إلياس عليه السلام، ويضم بقايا كنيسة بيزنطية.
العملة المستخدمة:
العملة الرسمية المستخدمة في الأردن بشكل عام، وفي محافظة عجلون بشكل خاص، هي الدينار الأردني (JOD). ينقسم الدينار إلى 1000 فلس أو 100 قرش.
![]() |
العملة الاردنية |
تُعد عجلون بذلك وجهة مثالية لمحبي الطبيعة والتاريخ، حيث توفر تجربة فريدة تجمع بين هدوء الغابات الخضراء وشموخ القلاع التاريخية، وكرم ضيافة أهلها، مما يجعلها جنة تستحق الزيارة والاستكشاف.
.............................