ولاية سارلاند الالمانية: الولاية الأصغر بقلب أوروبي كبير

ولاية سارلاند: الولاية الأصغر بقلب أوروبي كبير

تُعد ولاية سارلاند (Saarland) أصغر الولايات الألمانية من حيث المساحة بعد الولايات-المدن (برلين، هامبورغ، وبريمن)، ولكنها تتميز بتاريخها الفريد الذي يعكس موقعها الجغرافي على الحدود الفرنسية، وطابعها الصناعي العريق الذي تحول إلى مركز للابتكار. 

سارلاند

تُعرف سارلاند بجمال طبيعتها الخضراء، وتراثها الصناعي المدرج على قائمة اليونسكو، و"كرم" سكانها، ومطبخها الذي يجمع بين التأثيرات الألمانية والفرنسية.

نبذة تاريخية: 

يمتد تاريخ سارلاند لقرون طويلة، حيث كانت دائمًا منطقة حدودية متنازعًا عليها بين القوى الأوروبية الكبرى، خاصة فرنسا وألمانيا.

 خلال فترات مختلفة، كانت جزءًا من الإمبراطورية الرومانية، ثم المملكة الفرنجية، ثم جزءًا من الإمبراطورية الرومانية المقدسة. بعد الثورة الفرنسية وحروب نابليون، أصبحت سارلاند منطقة صناعية مهمة، خاصة في تعدين الفحم وإنتاج الصلب. 

بعد الحرب العالمية الأولى، وُضعت المنطقة تحت إدارة عصبة الأمم ثم أصبحت محمية فرنسية، ثم عادت إلى ألمانيا بعد استفتاء عام 1935. بعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت منطقة محمية فرنسية مرة أخرى، مع استقلال اقتصادي جزئي، قبل أن تنضم أخيرًا إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية كولاية في عام 1957.

 هذا التاريخ المعقد منح سارلاند هويتها الثقافية الفريدة.

الموقع والمساحة والسكان:

تقع سارلاند في جنوب غرب ألمانيا، وتحدها فرنسا من الجنوب والغرب، ولوكسمبورغ من الشمال الغربي، وولاية راينلاند-بفالتس الألمانية من الشمال والشرق. هذا الموقع الحدودي يعزز من طابعها الأوروبي.

موقع سارلاند

 تبلغ مساحة الولاية حوالي 2,569 كيلومترًا مربعًا، مما يجعلها أصغر ولاية ألمانية "غير مدينة" من حيث المساحة، وثاني أصغر ولاية إجمالًا.

 أما عدد سكانها فيقارب 990,000 نسمة، مما يجعلها أصغر ولاية ألمانية من حيث عدد السكان.

نظام الحكم: 

سارلاند هي ولاية برلمانية (Bundesland) ضمن جمهورية ألمانيا الاتحادية. لها دستورها الخاص، وحكومتها، وبرلمانها (Landtag)، الذي يقع مقره في ساربروكن. 

علم المانيا

يرأس الحكومة رئيس وزراء الولاية الذي يتم انتخابه من قبل أعضاء البرلمان. تتمتع سارلاند بالحكم الذاتي في مجالات واسعة مثل التعليم، والثقافة، والشرطة، وتشارك في صياغة السياسات الفيدرالية لألمانيا.

المدن الرئيسية:

تضم سارلاند عددًا من المدن التي تعكس تاريخها الصناعي وتحولها الحديث:

مدينة ساربروكن

• ساربروكن (Saarbrücken): 

• عاصمة الولاية وأكبر مدنها، وهي مدينة جامعية ومركز ثقافي واقتصادي مهم، تقع على نهر السار بالقرب من الحدود الفرنسية.

• نيونكيرشن (Neunkirchen):

• ثاني أكبر مدينة، وكانت في السابق مركزًا صناعيًا للفحم والصلب.

• فولكلينغن (Völklingen):

• تشتهر بمصنع الحديد والصلب "فولكلينغن آيرون وركس" (Völklinger Hütte) المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

• مرزيغ (Merzig): 

• مدينة صغيرة تُعرف بكونها نقطة انطلاق لاستكشاف "ثنية السار" الشهيرة.

الأكلات الشعبية:

يُعرف المطبخ في سارلاند بتأثره القوي بالجارة فرنسا، مما يجعله غنيًا ومتنوعًا، مع أطباق دسمة تعكس تاريخها الصناعي ومكوناتها المحلية:

فطائر البطاطس

•  (Lyonnaise potatoes / Dibbelabbes): 

• نوع من فطائر البطاطس المخبوزة أو المقلية التي غالبًا ما تحتوي على لحم الخنزير المقدد والبصل.

•  (Fleischkäse / Leberkäse):

• نوع من خبز اللحم، يُقدم غالبًا ساخنًا مع البطاطس المقلية.

• لاوخ كيشن (Lauchkuchen):

• نوع من فطيرة الكراث.

• أوتومبين (Hoorische):

• نوع من الزلابية المصنوعة من البطاطس المبشورة، تُقدم غالبًا مع لحم الخنزير المقدد أو صلصة الفطر.

• فلّامكوخن (Flammkuchen): 

• على الرغم من أصوله الألزاسية الفرنسية، إلا أنه شائع جدًا في سارلاند، وهو فطيرة رقيقة تُغطى بالكريمة الحامضة، البصل، ولحم الخنزير المقدد.

الأماكن السياحية:

تُقدم سارلاند مجموعة من الأماكن السياحية التي تجمع بين التراث الصناعي، وجمال الطبيعة، والآثار الرومانية:

مصنع فولكلينغن آيرون

• مصنع فولكلينغن آيرون وركس (Völklinger Hütte): 

• موقع تراث عالمي لليونسكو، وهو مصنع حديد وصلب سابق تحول إلى متحف ومركز ثقافي فريد، يُقدم نظرة مذهلة على العصر الصناعي.

• ثنية السار (Saarschleife):

• أشهر معلم طبيعي في سارلاند، وهي ثنية نهرية مذهلة يتخذ فيها نهر السار شكل حدوة حصان حول غابة كثيفة. يُمكن الاستمتاع بالإطلالة من "ممشى شجرة ثنية السار" (Baumwipfelpfad Saarschleife).

• حديقة سار-هونسروك الطبيعية (Saar-Hunsrück Nature Park):

• منطقة طبيعية واسعة تُقدم فرصًا رائعة للمشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات، وتضم غابات وتلالًا وممرات مائية.

• مدينة ساربروكن:

• استكشاف قلعة ساربروكن، و"لودفيغسكيرشه" (Ludwigskirche) الكنيسة الباروكية، والتنزه على طول نهر السار.

• متحف التعدين في ريدغوس (Reden Mining Museum):

• يُقدم نظرة على تاريخ تعدين الفحم في الولاية.

العملة:

العملة الرسمية في سارلاند، كجزء من ألمانيا والاتحاد الأوروبي، هي اليورو (€).

اليورو

سارلاند ولاية صغيرة في حجمها، لكنها كبيرة في تاريخها، وتنوعها الثقافي، وجمالها الطبيعي. إنها تُقدم تجربة فريدة تجمع بين التراث الصناعي العريق، والطبيعة الهادئة، والتأثيرات الأوروبية المتعددة، مما يجعلها وجهة تستحق الاكتشاف.

........................