جهة بني ملال خنيفرة: قلب الأطلس المتوسط وواحة التنوع الطبيعي
تقع جهة بني ملال خنيفرة في قلب المملكة المغربية، وتُعد بوابة حقيقية إلى جبال الأطلس المتوسط الشاهقة وسهوله الخصبة.
![]() |
بني ملال |
تتميز هذه الجهة بتنوعها الطبيعي الخلاب الذي يجمع بين القمم الثلجية، الوديان العميقة، العيون المائية المتدفقة، والغابات الكثيفة، مما يجعلها وجهة مثالية لمحبي الطبيعة والمغامرة، فضلاً عن كونها منطقة ذات أهمية فلاحية كبيرة.
نبذة تاريخية:
تزخر جهة بني ملال خنيفرة بتاريخ عريق يعكس تعاقب الحضارات وتفاعل الإنسان مع بيئته الجبلية والسهلية. كانت المنطقة موطنًا للعديد من القبائل الأمازيغية، التي حافظت على تقاليدها وعاداتها الأصيلة.
بني ملال، المدينة الرئيسية، نشأت كقلعة حصينة وطريق تجاري بين فاس ومراكش.
أما خنيفرة، فقد لعبت دورًا محوريًا في مقاومة الاحتلال، حيث كانت معقلًا لأبطال المقاومة الأمازيغية. هذا التاريخ الغني ينعكس في الموروث الثقافي للمنطقة، من الموسيقى التقليدية إلى الحرف اليدوية الأصيلة.
الموقع والمساحة:
تقع جهة بني ملال خنيفرة في الوسط الجغرافي للمغرب. يحدها من الشمال جهتا الرباط سلا القنيطرة وفاس مكناس، ومن الشرق جهة درعة تافيلالت، ومن الجنوب جهة مراكش آسفي، ومن الغرب جهتا الدار البيضاء سطات ومراكش آسفي.
![]() |
موقع جهة بني ملال خنيفرة |
تبلغ مساحة الجهة حوالي 28,374 كيلومتر مربع.
السكان:
يبلغ عدد سكان الجهة حوالي 2.6 مليون نسمة (حسب تقديرات عام 2024).
تتسم التركيبة السكانية بالتنوع، مع أغلبية من الأمازيغ والعرب، مما يخلق فسيفساء ثقافية غنية تظهر في اللهجات والعادات والتقاليد المحلية.
نظام الحكم:
تخضع جهة بني ملال خنيفرة للنظام الإداري الجهوي المعتمد في المملكة المغربية. يدير شؤونها مجلس جهوي منتخب، برئاسة رئيس الجهة، ويعمل تحت إشراف وزارة الداخلية.
![]() |
علم المغرب |
يهدف هذا النظام إلى تعزيز اللامركزية وتنمية محلية شاملة ومستدامة.
المدن الرئيسية:
بني ملال:
عاصمة الجهة وأكبر مدنها، تُعد مركزًا إداريًا واقتصاديًا مهمًا، وبوابة رئيسية لجبال الأطلس.
خنيفرة:
مدينة جبلية تتميز بجمالها الطبيعي وموقعها على نهر أم الربيع.
أزيلال:
تُعرف بكونها "عاصمة الأطلس الكبير"، وهي نقطة انطلاق لاستكشاف الشلالات والوديان والمواقع الجيولوجية.
فقيه بن صالح:
مدينة فلاحية مهمة في السهول الخصبة، تُعرف بإنتاجها الزراعي الوفير.
قصبة تادلة:
مدينة تاريخية تُعرف بقصبتها الأثرية وجسورها القديمة.
أبي الجعد:
مدينة دينية ذات طابع صوفي عريق، تُعرف بكونها مسقط رأس العديد من العلماء ورجال الدين.
الأكلات الشعبية:
تُقدم جهة بني ملال خنيفرة مجموعة من الأطباق التقليدية التي تعكس طابعها الفلاحي والجبالي:
![]() |
الكسكس |
الكسكس:
يُعد الطبق الرئيسي، ويُقدم غالبًا مع اللحم أو الدجاج والخضروات الموسمية.
الطاجين الأمازيغي:
يُعد بطرق مختلفة، غالبًا ما يتضمن لحم الضأن أو الماعز مع الخضروات الجذرية والتوابل المحلية.
المدفونة (الخبز المحشو):
خبز تقليدي محشو باللحم المفروم أو الدجاج المقطع مع البصل والتوابل، ويُخبز في الفرن الطيني.
أملو:
خليط من زيت الأركان، اللوز، والعسل، يُقدم كفطور أو مع الخبز.
الشاي بالنعناع:
جزء لا يتجزأ من ثقافة الضيافة في المنطقة.
العسل الجبلي:
تُعرف المنطقة بإنتاجها للعسل الطبيعي عالي الجودة.
الأماكن السياحية:
تزخر الجهة بمواقع طبيعية خلابة ومعالم تاريخية تستحق الزيارة:
![]() |
عين اسردون |
عين أسردون (بني ملال):
حديقة جميلة ومنبع مائي طبيعي يُعد من أجمل عيون المغرب، ويوفر إطلالات بانورامية على المدينة.
شلالات أوزود (أزيلال):
من أجمل وأكبر الشلالات في المغرب، وتُعد وجهة سياحية شهيرة.
جبال الأطلس المتوسط:
توفر فرصًا للمشي لمسافات طويلة، تسلق الجبال، واكتشاف القرى البربرية الأصيلة.
بحيرة بين الويدان (أزيلال):
بحيرة اصطناعية ضخمة تُستخدم لتوليد الكهرباء، وتُعد وجهة رائعة للرياضات المائية والاسترخاء.
متحف جيوبارك مكون (أزيلال):
يعرض التراث الجيولوجي للمنطقة ويُقدم معلومات عن الديناصورات التي عاشت فيها.
كهوف إمي نفري (أزيلال):
جسر طبيعي صخري يُعد تحفة جيولوجية فريدة.
ضاية عوا (إقليم خنيفرة):
بحيرة طبيعية جميلة تُحيط بها غابات الأرز، وتُعد مكانًا مثاليًا للنزهات والتجديف.
غابات الأرز:
منتشرة في مناطق الأطلس، وتُوفر مناظر طبيعية خلابة وموطنًا لقردة المكاك البربري.
العملة المستخدمة:
العملة الرسمية المستخدمة في جهة بني ملال خنيفرة، كما هو الحال في جميع أنحاء المملكة المغربية، هي الدرهم المغربي (MAD).
![]() |
العملة المغربية |
في الختام، تُعد جهة بني ملال خنيفرة كنزًا طبيعيًا وثقافيًا في قلب المغرب، حيث تلتقي قمم الجبال الشاهقة مع السهول الخصبة، وتتعايش التقاليد العريقة مع إمكانيات التنمية الحديثة.
إنها وجهة مثالية لمن يبحث عن الهدوء، المغامرة، واكتشاف أصالة الحياة الأمازيغية.
........................