مادبا: مدينة الفسيفساء.. بوابة الجنوب
تقع محافظة مادبا في وسط المملكة الأردنية الهاشمية، وتُعرف بلقب "مدينة الفسيفساء" بفضل تراثها الفريد من فنون الفسيفساء البيزنطية والأموية.
![]() |
مدينة مادبا |
تمتاز مادبا بموقعها الاستراتيجي على تلة مرتفعة، وتاريخها العريق الذي يمتد لآلاف السنين، وتنوعها الديني والثقافي، مما يجعلها وجهة سياحية وثقافية بارزة في الأردن.
نبذة تاريخية:
يعود تاريخ مادبا إلى العصور البرونزية المبكرة، وقد ورد ذكرها في التوراة كجزء من مملكة مؤاب. خضعت مادبا لحكم الأنباط، ثم الرومان، وبلغت أوج ازدهارها في العصر البيزنطي، حيث كانت مركزًا دينيًا وثقافيًا هامًا.
![]() |
علم الاردن |
في تلك الفترة، ازدهر فن الفسيفساء، وشُيدت العديد من الكنائس المزينة بأرضيات فسيفسائية رائعة، أشهرها خريطة مادبا الفسيفسائية التي تُعد أقدم خريطة للأراضي المقدسة. بعد الفتح الإسلامي، استمرت مادبا في الحياة، وشهدت فترات من الاستقرار والازدهار.
في أواخر القرن التاسع عشر، أعيد إعمار المدينة من قبل قبائل مسيحية، لتعود إلى الحياة وتكشف عن كنوزها الأثرية.
الموقع الجغرافي:
تقع محافظة مادبا في المنطقة الوسطى من الأردن، على بعد حوالي 30 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة عمان. يحدها من الشمال محافظة عمان والبلقاء، ومن الشرق محافظة الكرك، ومن الجنوب محافظة معان، ومن الغرب البحر الميت ونهر الأردن وفلسطين (الضفة الغربية).
![]() |
موقع محافظة مادبا |
يُعد موقعها على هضبة مرتفعة، مع إطلالات خلابة على البحر الميت ووادي الأردن، من أبرز مميزاتها.
المساحة والسكان:
تبلغ مساحة محافظة مادبا حوالي 940 كيلومترًا مربعًا. أما عدد السكان، فيبلغ حوالي 220 ألف نسمة (حسب تقديرات عام 2024).
تُعد مادبا من المحافظات ذات الكثافة السكانية المتوسطة، وتتميز بتنوعها الديموغرافي بين المسيحيين والمسلمين الذين يعيشون بتآلف ووئام.
المدن الرئيسية:
![]() |
مدينة مادبا |
ذيبان:
موقع أثري هام يعود إلى المملكة المؤابية القديمة.
مليح:
بلدة تاريخية قريبة من مادبا.
جرينة:
منطقة زراعية.
الفيصلية:
بلدة قريبة من البحر الميت.
المكاور:
موقع تاريخي وديني هام.
الأكلات الشعبية:
تتميز مادبا بمطبخ أردني أصيل يعكس كرم الضيافة والمنتجات الزراعية المحلية. من أبرز الأكلات الشعبية التي يمكن تذوقها في مادبا:
![]() |
المنسف الاردني |
المنسف:
الطبق الوطني الأردني، وهو طبق أساسي في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات.
المقلوبة:
طبق شهي من الأرز والخضروات واللحم أو الدجاج، ويُقدم غالبًا مع اللبن الرائب.
الكفتة بالبندورة أو الطحينية:
طبق شائع ولذيذ يُقدم كطبق رئيسي.
محاشي الخضروات:
مثل الكوسا، الباذنجان، ورق العنب، المحشوة بالأرز واللحم.
الخبز البلدي:
المخبوز في التنور أو الطابون، ويُقدم طازجًا مع زيت الزيتون والزعتر.
زيت الزيتون والزيتون البلدي:
تُعرف مادبا بإنتاج زيت الزيتون عالي الجودة بفضل سهولها الخصبة.
المجدّرة:
طبق من الأرز والعدس، يُقدم غالبًا مع البصل المقلي.
الأماكن السياحية:
تزخر محافظة مادبا بالعديد من المواقع السياحية التي تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، خاصة أولئك المهتمين بالتاريخ، الدين، والطبيعة:
![]() |
كنيسة القديس جورج |
كنيسة القديس جورج للروم الأرثوذكس (كنيسة الخريطة):
تُعد المعلم الأبرز في مادبا، وتضم "خريطة مادبا الفسيفسائية" الشهيرة التي يعود تاريخها إلى القرن السادس الميلادي، وتُعد أقدم خريطة للأراضي المقدسة والشرق الأوسط.
متنزه مادبا الأثري:
يضم بقايا كنائس بيزنطية أخرى، ورسومات فسيفسائية رائعة، وبعض الآثار الرومانية.
متحف مادبا الأثري:
يعرض مجموعة من القطع الأثرية والفسيفساء المكتشفة في المنطقة.
كنيسة قطع رأس يوحنا المعمدان:
كنيسة حديثة بنيت على أنقاض كنيسة بيزنطية قديمة، وتوفر إطلالة جميلة على المدينة.
جبل نيبو:
موقع ديني مقدس يُعتقد أنه المكان الذي رأى منه النبي موسى عليه السلام الأرض الموعودة قبل وفاته. يضم كنيسة بيزنطية مزينة بالفسيفساء، ويوفر إطلالة بانورامية خلابة على وادي الأردن والبحر الميت والقدس.
مكاور (قلعة مكاور):
موقع تاريخي يقع على قمة جبل، يُعتقد أنه سجن فيه يوحنا المعمدان وقُطع رأسه. يضم بقايا قلعة هيرودس أنتيباس ويوفر إطلالات رائعة.
البحر الميت:
تطل مادبا على البحر الميت، وتُعد المنطقة القريبة منها وجهة سياحية علاجية وترفيهية شهيرة.
وادي الموجب:
يُعد محمية طبيعية رائعة، ويقدم تجربة مغامرة مثيرة للمشي في الوديان المائية (الكانوينغ).
ذيبان:
موقع أثري يضم بقايا مدينة مؤابية قديمة ونقوشًا تاريخية مهمة.
العملة المستخدمة:
العملة الرسمية المستخدمة في الأردن بشكل عام، وفي محافظة مادبا بشكل خاص، هي الدينار الأردني (JOD). ينقسم الدينار إلى 1000 فلس أو 100 قرش.
![]() |
العملة الاردنية |
تُقدم محافظة مادبا بذلك لزوارها رحلة غنية بالتاريخ، الفن، والروحانية، حيث يلتقي عبق الماضي بجمال الطبيعة، وكرم الضيافة الأردنية الأصيلة، مما يجعلها نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف كنوز الأردن الفريدة.
........................