مدينة الظهران: لؤلؤة المنطقة الشرقية ونبض الاقتصاد السعودي
الظهران، مدينة سعودية عصرية تقع في قلب المنطقة الشرقية، هي أكثر من مجرد مدينة صناعية؛ إنها مركز حيوي يجمع بين الحراسة التاريخية والتقدم الاقتصادي، وموطن لعمالقة الصناعة النفطية، ووجهة سياحية ناشئة.
![]() |
مدينة الظهران |
تتمتع الظهران بموقع استراتيجي، ومساحة شاسعة، وتعداد سكاني متنوع، مما يجعلها نقطة محورية في المملكة العربية السعودية.
نبذة تاريخية:
تاريخ الظهران حديث نسبيًا مقارنة بالمدن السعودية الأخرى، حيث بدأ تطورها بشكل كبير مع اكتشاف النفط في ثلاثينيات القرن الماضي.
![]() |
الظهران |
كانت المنطقة قبل ذلك عبارة عن صحراء قاحلة، ولكن مع اكتشاف "بئر الدمام رقم 7" عام 1938، تحولت الظهران إلى مركز صناعي عالمي.
أصبحت المدينة المقر الرئيسي لشركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية)، عملاق النفط العالمي، وشهدت نموًا وتطورًا سريعًا بفضل الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية والمرافق.
الموقع والمساحة:
تقع الظهران على الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية، على الخليج العربي، وتبعد حوالي 10 كيلومترات جنوب الدمام و30 كيلومترًا شمال الخبر.
![]() |
موقع الظهران |
تتميز بموقعها الذي يسهل الوصول إلى الموانئ البحرية والطرق السريعة، مما يعزز دورها كمركز لوجستي وتجاري. تبلغ مساحة الظهران الكبرى حوالي 100 كيلومتر مربع، وتشمل العديد من الأحياء السكنية والمناطق الصناعية والتجارية.
السكان ونظام الحكم:
يبلغ عدد سكان الظهران حوالي 120,521 نسمة وفقًا لآخر الإحصائيات (تقديرات 2022)، ويتميز التركيب السكاني بتنوع كبير يشمل مواطنين سعوديين ومقيمين من مختلف الجنسيات، يعملون في قطاعات النفط والصناعة والخدمات.
![]() |
العلم السعودي |
تخضع الظهران، شأنها شأن جميع مدن المملكة، لنظام الحكم الملكي الذي يترأسه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
الصناعة والتجارة والاقتصاد:
الظهران هي قلب صناعة النفط السعودية، حيث تستضيف المقر الرئيسي لشركة أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم. يعتمد اقتصاد المدينة بشكل كبير على إنتاج وتصدير النفط والغاز، بالإضافة إلى الصناعات البتروكيماوية والمشتقات النفطية.
![]() |
صناعة النفط |
تشهد المدينة أيضًا نموًا في قطاع الخدمات المساندة لصناعة النفط، وقطاع التجارة الذي يدعمه وجود عدد من المراكز التجارية الحديثة. كما تستضيف الظهران عددًا من المؤسسات التعليمية والبحثية المتخصصة في مجالات الطاقة، مما يعزز دورها كمركز للابتكار والبحث والتطوير.
الأكلات الشعبية:
تعكس الأكلات الشعبية في الظهران، شأنها شأن باقي مدن المنطقة الشرقية، التنوع الثقافي والتأثير البحري. من أبرز هذه الأكلات:
![]() |
الكبسة |
الكبسة:
الطبق الوطني للمملكة، ويعد بأشكال متنوعة مع اللحم أو الدجاج أو السمك.
المندي:
لحم أو دجاج مطبوخ ببطء في حفرة تحت الأرض، مما يمنحه نكهة مميزة.
المأكولات البحرية:
بفضل قربها من الخليج العربي، تشتهر الظهران بتقديم الأسماك الطازجة والروبيان المطبوخ بطرق مختلفة.
الهريس والجريش:
أطباق تقليدية من القمح واللحم أو الدجاج.
القرصان:
خبز رقيق يقدم مع المرق واللحم.
الأماكن السياحية:
على الرغم من طابعها الصناعي، بدأت الظهران تستقطب الزوار بفضل تطور المرافق الترفيهية والثقافية:
![]() |
مركز الملك عبد العزيز الثقافي |
مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء):
تحفة معمارية ومركز ثقافي عالمي يضم متحفًا، مكتبة، مسرحًا، ومرافق تعليمية وترفيهية متنوعة.
كورنيش الظهران:
وجهة مثالية للتنزه والاسترخاء على شاطئ الخليج العربي.
حديقة الظهران الإقليمية:
مساحات خضراء واسعة توفر مناطق للترفيه العائلي.
المتحف السعودي للجيولوجيا:
يعرض تاريخ وتكوين المنطقة الجيولوجي وثرواتها الطبيعية.
مدينة الملك فهد للبترول والمعادن:
جامعة مرموقة تتميز بجمال حرمها الجامعي وخدماتها البحثية.
الطقس:
تتمتع الظهران بمناخ صحراوي حار. الصيف طويل وحار جدًا، مع درجات حرارة تتجاوز 45 درجة مئوية ورطوبة عالية.
الشتاء معتدل ولطيف، مع درجات حرارة تتراوح بين 10 و25 درجة مئوية. الأمطار نادرة وتتركز في أشهر الشتاء.
العملة المستخدمة:
العملة الرسمية المستخدمة في الظهران، وفي جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، هي الريال السعودي (SAR).
![]() |
العملة السعودية |
في الختام، الظهران ليست مجرد مدينة؛ إنها قصة نجاح سعودية، تجسد التحول من الصحراء إلى مركز عالمي للطاقة والمعرفة. تستمر المدينة في التطور والنمو، لتلعب دورًا محوريًا في رؤية المملكة 2030 وتنويع اقتصادها.
.....................