مدينة حمص: قلب سوريا النابض ومدينة التاريخ العريق
تُعد مدينة حمص، الواقعة في وسط سوريا، إحدى أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم، ومركزاً حضارياً أصيلاً يمتد تاريخه لآلاف السنين.
![]() |
مدينة حمص |
نبذة تاريخية:
يعود تاريخ حمص إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وكانت تُعرف باسم "إيميسا" في العصور الرومانية.
توالت عليها العديد من الحضارات بدءاً بالحوريين، الحثيين، الآراميين، الإغريق، الرومان، ثم البيزنطيين، وصولاً إلى الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي.
ازدهرت حمص في العصور الرومانية كمركز تجاري مهم، وكانت مركزاً دينياً لعبادة الإله إله الجبل "إيلاجابالوس".
وفي العصور الإسلامية، أصبحت إحدى المدن الهامة في بلاد الشام، وشهدت نهضة علمية وعمرانية.
ورغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بها خلال الأزمة السورية، إلا أنها لا تزال تحتفظ بجزء كبير من إرثها التاريخي وروحها الأصيلة.
الموقع والمساحة والسكان:
تقع مدينة حمص في وسط سوريا، على بعد حوالي 160 كيلومتراً شمال العاصمة دمشق، و 190 كيلومتراً جنوب حلب.
تتميز بموقعها الاستراتيجي كحلقة وصل بين شمال سوريا وجنوبها، وبين الساحل والبادية. تُعد عاصمة محافظة حمص، وهي أكبر محافظة سورية من حيث المساحة.
![]() |
موقع محافظة حمص |
ورغم التحديات الكبيرة التي مرت بها، لا يزال عدد سكانها بالملايين، وتُعد مركزاً حضرياً كبيراً.
نظام الحكم:
تخضع مدينة حمص لنظام الحكم المركزي في الجمهورية العربية السورية.
![]() |
العلم السوري |
الاقتصاد والصناعة:
قبل الأزمة السورية، كانت حمص تُعد مركزاً اقتصادياً مهماً في سوريا، خاصة في قطاعات الصناعة والزراعة:
![]() |
تكرير النفط |
تكرير النفط: تُعد موطناً لأحد أكبر مصافي النفط في سوريا.
صناعة الأسمدة والكيماويات: نظراً لتوفر المواد الخام.
الصناعات الغذائية: مثل الزيوت، السكر، والمشروبات.
الصناعات النسيجية والهندسية.
اشتهرت حمص بقطاعها الصناعي المتنوع الذي يشمل:
الزراعة:
تُعد محافظة حمص من أكبر المحافظات الزراعية في سوريا، وتشتهر بزراعة القمح، الشعير، القطن، الزيتون، والخضروات والفواكه، وتُعد سهولها من أخصب الأراضي الزراعية.
التجارة:
بفضل موقعها المركزي، كانت حمص مركزاً تجارياً حيوياً يربط مناطق مختلفة من سوريا.
الأكلات الشعبية:
تشتهر حمص بمطبخها العريق والمتنوع الذي يُعد جزءاً لا يتجزأ من المطبخ الشامي، ويزخر بالعديد من الأطباق اللذيذة:
![]() |
حلويات حمص |
الشنكليش: جبنة سورية تقليدية تُقدم مع الزيت والبصل والطماطم.
الكبة الحمصية: تُقدم بأشكال وطرق طهي مختلفة (كبة مقلية، كبة مشوية، كبة لبنية).
الكباب بأنواعه: مثل الكباب الحلبي والشاورما.
المحاشي: بأنواعها المتعددة، مثل اليبرق (ورق العنب) والشيخ محشي.
الفتة: بأنواعها المختلفة (فتة حمص، فتة مقدوس).
الحلويات الشرقية: مثل البقلاوة والمعمول.
الأماكن السياحية:
قبل الأزمة، كانت حمص تضم عدداً من المعالم السياحية والأثرية الهامة، ولا يزال العديد منها قائماً ويُرمم:
![]() |
قلعة حمص |
جامع النوري الكبير: من أقدم وأجمل المساجد في حمص.
كنيسة أم الزنار (كنيسة السيدة العذراء): تُعد من أقدم الكنائس المسيحية في العالم، وتضم حزام السيدة العذراء مريم.
دير مار إليان الحمصي: دير تاريخي مهم يقع قرب حمص.
أسواق حمص القديمة: كانت تُعرف بأسواقها التراثية المسقوفة، وقد تعرضت لأضرار ولكن جهود الترميم مستمرة.
السوق المسقوف: من الأسواق التقليدية التي تعكس عمارة المدينة القديمة.
أحياء حمص القديمة: تتميز ببيوتها الأثرية الجميلة ذات الطراز المعماري الفريد.
قلعة الحصن (قريبة): واحدة من أكبر وأهم القلاع الصليبية المحفوظة في العالم، وموقع تراث عالمي لليونسكو.
الطقس:
يسود حمص طقس شبه قاري، يتميز بصيف حار وجاف وشتاء بارد وماطر.
خلال أشهر الصيف (يونيو – سبتمبر)، تكون درجات الحرارة مرتفعة جداً، وقد تتجاوز 40 درجة مئوية.
أما في الشتاء (ديسمبر – فبراير)، فالجو يكون بارداً، وقد تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر أحياناً، وتكون الأمطار أكثر غزارة. فصلي الربيع والخريف معتدلان وممتعان.
العملة المستخدمة:
العملة الرسمية المستخدمة في حمص، كما هو الحال في جميع أنحاء الجمهورية العربية السورية، هي الليرة السورية (SYP).
![]() |
العملة السورية |
في الختام، تُعد حمص مدينة ذات تاريخ عريق وحضارة غنية، ورغم التحديات التي مرت بها، لا تزال تحتفظ بروحها الصامدة. إنها مدينة تروي قصص آلاف السنين، وتُقدم لمحة عن عمق التاريخ السوري والأصالة العربية.
.........................
.........................