مليلية: مدينة الثقافات على شواطئ شمال أفريقيا

مليلية: مدينة الثقافات على شواطئ شمال أفريقيا

تتربع مليلية (Melilla) على الساحل الشمالي الشرقي لأفريقيا، وهي مدينة تحت الحكم الاسباني تتمتع بالحكم الذاتي، وتُعد توأمًا لسبتة في موقعها الاستراتيجي وتاريخها الغني.

مليلة

 تُعرف مليلية بأنها بوتقة صهر للحضارات، حيث تتعايش فيها الثقافات الأوروبية والأفريقية في أنآء فريد. بجمالها المعماري الذي يُمثل تحفًا من فن الحداثة، وشواطئها الهادئة، وتاريخها العسكري العريق، تُقدم مليلية تجربة فريدة لزوارها، مزيجًا من الأصالة والتعايش السلمي.

نبذة تاريخية:

يعود تاريخ مليلية إلى العصور الفينيقية والرومانية، حيث كانت ميناءً تجاريًا مهمًا. بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، خضعت لحكم الوندال والبيزنطيين، ثم فتحها المسلمون في القرن الثامن الميلادي، وأصبحت جزءًا من منطقة نفوذهم في شمال أفريقيا. 

في عام 1497، استعادتها القوات الإسبانية، وظلت تحت السيادة الإسبانية منذ ذلك الحين. (هناك صراع تاريخي ودبلوماسي بين المغرب وإسبانيا حول مدينتي سبتة ومليلية، اللتين تعتبرهما المغرب أراضٍ محتلة. يطالب المغرب باسترجاع هاتين المدينتين، بينما تعتبرهما إسبانيا جزءاً من أراضيها).  

طوال تاريخها، تعرضت مليلية للعديد من الحصارات والنزاعات، مما أكسبها طابعًا عسكريًا محصنًا. في القرن العشرين، شهدت المدينة نموًا معماريًا كبيرًا، حيث بُنيت العديد من المباني على طراز الحداثة (Art Nouveau)، مما أكسبها لقب "مدينة الحداثة الثانية في إسبانيا" بعد برشلونة.

 يُظهر تاريخ مليلية المتنوع تأثيرات قوية من كل الحضارات التي مرت بها.

الموقع والمساحة والسكان:

تقع مليلية في الساحل الشمالي الشرقي لأفريقيا، على شبه جزيرة صغيرة تبرز في البحر الأبيض المتوسط، وتحدها من الجنوب والغرب والشرق المغرب، ومن الشمال البحر الأبيض المتوسط. تقع مليلية على بُعد حوالي 250 كيلومترًا شرق مضيق جبل طارق.

موقع مليلة

تبلغ المساحة الإجمالية لمليلية حوالي 12.3 كيلومتر مربع، مما يجعلها واحدة من أصغر المناطق ذاتية الحكم في إسبانيا. أما بالنسبة لعدد السكان، فيبلغ حوالي 85,000 نسمة (وفقًا لتقديرات حديثة)، وتتميز بتنوعها السكاني الذي يضم مسيحيين، ومسلمين، ويهود، وهندوس، يعيشون جنبًا إلى جنب.

نظام الحكم:

تُعد مليلية مدينة تتمتع بالحكم الذاتي في إسبانيا، ولديها برلمان وحكومة محلية خاصة بها.

تحت حكم العلم الاسباني

 تُدير مليلية شؤونها الداخلية الخاصة، بينما تظل جزءًا لا يتجزأ من مملكة إسبانيا وتخضع للقانون الإسباني والدستور الإسباني.

المدن الرئيسية:

بما أن مليلية مدينة صغيرة ومكتظة، فإنها تُعتبر مدينة واحدة أساسًا، ولكن يمكن الإشارة إلى مناطقها الرئيسية:

مليلة

• مليلية لا بييخا (Melilla La Vieja - مليلية القديمة): 

• وهي القلعة التاريخية المحصنة التي تُعد قلب المدينة القديمة وأصلها.

• مركز الحداثة (Modernist Centre):

• المنطقة التي تضم العديد من المباني المعمارية على طراز الحداثة.

• الميناء والمناطق التجارية:

• مناطق حيوية للنشاط الاقتصادي.

الأكلات الشعبية:

يتميز المطبخ في مليلية بكونه مزيجًا شهيًا من النكهات الإسبانية، والمغربية، والهندية، مما يعكس التنوع الثقافي الفريد للمدينة. يعتمد بشكل كبير على المأكولات البحرية الطازجة، ولكن أيضًا على اللحوم والخضروات والتوابل. من أشهر الأكلات الشعبية:

الكسكسي

         الكسكس والطواجن:

        أطباق شمال أفريقية تقليدية تُقدم على نطاق واسع.

• باستيل (Pastel): 

• فطائر مالحة أو حلوة، متأثرة بالمطبخ المغربي.

• كالديتا دي بيسكادو (Caldereta de Pescado):

• يخنة سمك غنية تُشبه إلى حد ما الكالدرون في مرسية.

• كباب (Kebabs):

• بفضل التأثيرات المغاربية، تُعد أطباق الكباب شائعة جدًا.

• الأسماك والمأكولات البحرية المقلية والمشوية:

• تُقدم طازجة من البحر.

• بيسكويتوس دي لونا (Bizcochitos de Luna):

• بسكويت صغير حلو تقليدي.

• التاباس: 

• كبقية مدن إسبانيا، تقدم مليلية مجموعة متنوعة من التاباس مع لمسة محلية.

• شاي بالنعناع:

• مشروب أساسي في الثقافة المحلية.

الأماكن السياحية:

تُقدم مليلية العديد من الأماكن السياحية التي تجمع بين التاريخ، والهندسة المعمارية، والثقافة، والاسترخاء على الشاطئ:

مليلة

• مليلية لا بييخا (Melilla La Vieja): 

• المدينة المحصنة القديمة، والتي تُعد مجموعة رائعة من التحصينات والجدران التي تعود للقرون الوسطى. يُمكن استكشاف الخنادق، الأنفاق، والساحات الداخلية.

• متحف مليلية العسكري (Military History Museum): 

• يقع داخل مليلية لا بييخا، ويُعرض تاريخ المدينة العسكري.

• فن الحداثة في مليلية (Modernist Architecture):

• تُعد مليلية ثاني مدينة في إسبانيا من حيث عدد مباني الحداثة بعد برشلونة. يمكن القيام بجولات سيرًا على الأقدام لاكتشاف هذه التحف المعمارية، التي صمم العديد منها إنريكه نيتو (تلميذ غاودي).

• الساحة الذهبية (Plaza de España):

• الساحة الرئيسية في المدينة، وتُعد نقطة التقاء حيوية.

• شاطئ سان لورنزو (Playa de San Lorenzo):

• الشاطئ الرئيسي في المدينة، مثالي للاسترخاء والسباحة.

• حديقة هيرنانديز (Parque Hernández):

• حديقة جميلة تُعد واحة خضراء في المدينة.

• المتحف البلدي لمليلية (Museo de Melilla):

• يعرض تاريخ المدينة وآثارها.

العملة:

العملة المتداولة في مليلية، كما هو الحال في بقية إسبانيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي التي اعتمدت اليورو، هي اليورو (€).

اليورو

مليلية هي مدينة آسرة تُقدم لزوارها تجربة ثقافية وتاريخية فريدة من نوعها. بجمالها المعماري، وتنوعها السكاني، ومأكولاتها الشهية، وشواطئها الهادئة، تُعد مليلية وجهة مثالية لمن يبحث عن اكتشاف جانب مختلف من إسبانيا، حيث تلتقي القارات والثقافات على شاطئ واحد.

.....................