أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

قصة مدينة ألجن ديرينكويو- تركيا

 ديرينكويو ألملقبة بمدينة ألجن مدينة ديرينكويو  Derinkuyu Underground City في تركيا بألقرب من كابادوكيا في منطقة ألاناضول بمحافظة فوشهر ، تعد أكبر مدينة منحوتة تحت ألارض ،وكانت تسمى مدينة ألجن لعدم أستطاعة ألعقل ألبشري على تصديق أن ألبشر يستطيعون عمل هذه ألمدينة ألقابعة تحت ألمدينة ألعلوية .


قصة أكتشاف ديرينكويو:

وتقول ألرواية أنه في عام 1963م كان هناك رجلآ أراد ترميم جدار منزله أدرك بأن هناك فتحة تحت ألجدار فأخذ مصباح أنارة ،ودخل أليها ،ليكتشف أن بها أنفاق وسراديب ولم يعلم بأنه دخل ألى أكبر مدينة تحت ألارض على مستوى ألعالم ، وتتصل هذه ألمدينة بمدينة أخرى تسمى كايماكلي تحت ألمدينة ألاولى،

 ولغاية ألأن هناك مناطق تحت ألأرض لم تكتشف بعد ،ويبلغ عمق ألمدينة تحت ألأرض حوالي 85 متر ، وتستوعب لغاية 50 ألف نسمة ، ووجد بها ملاجيء وأنفاق وغرف ومطابخ وأسطبلات ومدرسة تبشيرية وكنيسة ومقبرة كبيرة وآبار ضخمة وفيها تهوية للغرف ، 



من قام ببناء مدينة ديرينكويو الغامضة :

رأي بعض العلماء أن الحثيين هم شعب الأناضول القديم قاموا بإنشاء إمبراطورية بين القرنين الخامس عشر والسادس عشر قبل الميلاد وهم من قام ببناء هذه المدينة، ولكن قال علماء أخرين أن الفريجيين ( ألفريجانس ) هم أصحاب المدينة والدليل بسبب النقوش والكتابات على جدران المدينة والتي تم إيجادها بلغتهم.

إن آثار حياة الإنسان القديم منذ آلاف السنين كانت ومازالت محط اهتمام وإعجاب علماء الآثار ،وكثير من الناس نجدهم مولعين بهذه ألاكتشافات ، سواء كانت هذه الاكتشافات مدينة كبيرة متناثرة الأجزاء هنا وهناك أو حتى أداة صغيرة ومهترئة عمرها آلاف السنين ،

 ولا يكمن الاهتمام والإعجاب بهذه الآثار بقدر ما يكمن في الغموض الصامت المتواري خلف جدران متهدمة تثير الحيرة في النفس، وتطرح تساؤلات كثيرة عن طبيعة حياة هؤلاء ألناس الذين عاشوا خلفها في يوم من الأيام ، تساؤلات لن نجد الإجابة عنها سوى في التأمل في معجزة أسمها الزمن الذي يأبي التوقف في إحدى محطات الحياة الكثيرة التي يمر بها ويحط رحاله ويستريح كمسافر أضناه الترحال من طول المسير، 


تاريخ بناء ديرينكويو:

مدينة ديرنكويو أو مدييرنكويو وألتي تعني ( ألبئر ألعميق ) بسبب حجمها ألكبير وعمقها ألطويل تحت ألارض ونظرآ لأن سكان ألمنطقة ألقدماء لم يمتلكوا أي نوع من ألتكنولوجيا ألحديثة، وكذلك لعدم وجود ألآليات المتطورة ، جعل ألعلماء يقعون في حيرة من أمرهم بسبب عدم تفسيرهم لكيفية بناء هذه ألمدينة ألعجيبة ، وألتخطيط ألهندسي ألمدروس  والتي تشبه بيوت ألنمل ،

 والتي يوجد بداخلها كل مقومات ألعيش ألآمن ، ويعود تاريخ بنائها ألى ألقرنين ألسابع وألثامن قبل ألميلاد حسب ما أعلنت عنه ألسلطات  ألتركية وسبب غرابة هذه المدينة أنها لم تُبنى فوق سطح الأرض أو تُحفر في أحد الجبال البعيدة بل إنها بُنيت تحت سطح الأرض بطريقة هندسية مبتكرة غاية في التعقيد والدقة ، وتعتبر ديرنكويو واحدة من أهم الاكتشافات الأثرية المدهشة التي تمثل تحدي كبير لأي حضارة من حضارات العالم القديم .



وفي عهد سيدنا عيسى عليه ألسلام أتجهوا أتباعه ألذين آمنوا بديانته للأختباء بها هربآ  من بطش ألامبراطورية ألرومانية ألتي كانت تعبد ألاوثان وقتها وذلك في عام 150 م ، قبل التطرق لبناء المدينة لنأخذ فكرة بسيطة عن طبيعة الصخور التي تتكون منها المدينة ، منذ ملايين السنين حصل انفجار بركاني كبير نتج عن هذا الانفجار كميات كبيرة جداً من الرماد البركاني ، ترسبت كميات كبيرة من هذا الرماد على هيئة طبقات الواحدة تلو الأخرى وبتعاقب السنين تصلبت هذه الطبقات مكونة صخور تُعرف بالصخور البركانية،

وهذه الصخور البركانية هي الميزة الأساسية التي تتميز بها الطبقات الأرضية لمدينة ديرنكويو ، ومما تجدر الإشارة إليه أن هذه الصخور ذات صلابة متوسطة وعلى ما يبدو أن سكان الأناضول القدماء كانوا من الذكاء بحيث لاحظوا هذه الميزة وهي الصلابة المتوسطة ،والتي استغلوها لصالحهم في بناء وحفر المنازل والمدن الكبيرة في الجبال وتحت سطح الأرض وذلك طبعاً لسهولة الحفر في هذه الصخور البركانية ،

 وقد شُكلت من هذه الصخور أعمدة ودعامات قوية ومتينة لتستند عليها طبقات الأرض التي تعلوها ، بالإضافة إلى ذلك فإن لعوامل التعرية كان لها دور أساسي في نحت أشكال روعة في ألغرابة ومميزة في المعالم التضاريسية الموجودة على سطح الأرض لهذه المنطقة .


ألتصميم ألهندسي لديرينكويو:

نأتي الآن للتصميم الهندسي لمدينة  ديرينكويو، مما لاشك فيه أن العنصر الرئيسي في بناء أي مبنى هو الأساس القوي والمتين فما بالك بأن تكون مدينة ديرنكويوهي الأساس نفسه ،وبذلك تكون قد اكتسبت من القوة والمتانة مما يجعلها تدوم لفترات طويلة جدأ من الزمن ، ويجب أن نضع في الحسبان أن المدينة مكونة من عدة طبقات أي ممكن تخيلها كعمارة ضخمة وواسعة متحصنة في باطن الأرض ،

 وحسب ما صرح به المهندسون ألأتراكالذين عاينوا المدينة بأنها غاية في الإتقان الأمر الذي يصعب على العقل استيعاب طريقة بناؤها. وتتكون ألمدينة من 11 طابقاً (هناك طوابق لم تكتشف بعد) وتحتوي على العديد من المساكن ذات المساحات الكبيرة والواسعة والتي بدورها تحتوي على العديد من الغرف ذوات الأحجام المختلفة منها الصغيرة والكبيرة حسب استخدام كلاًّ منها ، 

وهي مجهزة تجهيزاً كاملاً بكل وسائل الراحة والأمان وهذه المساكن الفسيحة كافية لإيواء حوالي من 2050 ألف شخص من رجال ونساء وشيوخ وأطفال ، كذلك لم ينسى أهالي المدينة جلب حيواناتهم معهم لذلك قاموا ببناء الإصطبلات والأماكن المخصصة للحيوانات الداجنة مثل الأبقار وألخراف وألخيول والدجاج وغيرها ،



 أما عن كيفية توفير المستلزمات الضرورية للحياة فهي كالآتي :

1 – التهوية

تحتوي المدينة على أكثر من 50 عمود تهوية رئيسي تقوم هذه الأعمدة بجلب الهواء النقي من الأعلى ويتم توزيعه على كافة أنحاء المدينة بواسطة الأعمدة الفرعية التي تتفرع من الأعمدة الرئيسية والتي تقوم بتسهيل دخول الهواء إلى الطبقات السفلية من المدينة وتوزيعه بينها ، كذلك وجود مناور خاصة لتجديد الهواء والحفاظ على الهواء نقي وخالي من الفساد .

2 – الغذاء

من بين الغرف العديدة التي احتوتها المدينة كانت هناك غرف مخصصة لتخزين الطعام بكميات كبيرة جداً ، بالإضافة لوجود معاصر الزيتون ومعاصر النبيذ والعديد من المطابخ المجهزة بمستلزمات الطبخ ووجود غرف الطعام المنتشرة في كافة أرجاء المدينة ، وقد ساهمت درجات الحرارة المستقرة نسبياً تحت سطح الأرض في الحفاظ على الأطعمة من التعفن والفساد .



3 – المياه

إن توفر القتوات المائية والآبار ساهم في توفير المياه العذبة للسكان، كذلك في تشكيل نظام مائي شامل متكون من 52 بئر ، وإن إحدى أعمدة التهوية والذي يبلغ طوله 55 متراً يستخدم في نفس الوقت كبئر للمياه ليس فقط لتزويد مدينة ديرنكويو بالمياه بل أيضاً لتزويد القرية الواقعة فوق سطح الأرض بالمياه كذلك ، ولم يفت على سكان المدينة ربط هذه الآبار بطريقة ذكية بحيث لا تتصل بعضها ببعض ولا تصعد جميعها إلى سطح الأرض وهذه الطريقة تحمي السكان من إمكانية تسمم المياه من الخارج .

4 – الأمان :

 إن الغرض الرئيسي والأساسي من بناء مدينة ديرنكويو هو للهروب والاختباء من هجمات العدو خلال فترات الحروب التي طالت المنطقة ، وأن سكان المدينة قاموا بتصميمها على أساس توفير المستلزمات الآمنة فيها ، وكان كل طابق يتصل بالطابق الذي يليه من خلال ممرات طويلة، وهذه الممرات متصلة بأبواب حجرية ثقيلة يصل وزنها ما بين 200 -500 كيلوغرام،

 وتصل أطوالها مابين متر إلى نصف المتر أما عرضها فيصل إلى نصف المتر، هذه الأبواب الحجرية تكون على شكل دائري أو أسطواني قابل للدحرجة ، ومن مميزات الأمان أن هذه الأبواب تُقفل من الداخل فقط ولا يمكن إقفالها من الخارج وعملية فتحها وإقفالها سهلة جداً بحيث يمكن لشخص واحد القيام بهذه المهمة لوحده بطريقة مبتكرة بواسطة دعامة خشبية في الثقب الموجود في وسط الباب الحجري.



ومن الملاحظ أن ممرات المدينة تكون ضيقة لكي يُجبر الناس على المرور خلالها بشكل أفراد واحداً تلو الآخر وهذه الطريقة تجعل الدفاع ضد الأعداء أكثر سهولة ، وقد تم اكتشاف ممر طوله 80 كيلومتر يربط مدينة ديرنكويو بمدينة أخرى تحت الأرض في كايماكلي kaymakli وهذا دليل على وجود ترابط وتعاون أمني بين ديرنكويو والحضارات التي سبقتها .

5 – دور العبادة

يبدو أن سكان مدينة ديرنكويو كانوا حريصين على آداء طقوسهم الدينية وذلك من خلال وجود العديد من الأماكن المخصصة للعبادة ، حيث يوجد في الطابق الثاني من المدينة غرفة واسعة ذات سقف إسطواني مقوس أُستخدمت هذه الغرفة كمدرسة دينية أما الغرف التي تقع على يسارها فقد أُستخدمت كغرف للدراسة ،

 ويوجد بين الطابقين الثالث والرابع سلم عمودي يؤدي إلى كنيسة في الطابق الخامس ، بالإضافة لوجود عدد من المقابر التي خصصت لدفن الأموات من سكان المدينة .وذكرت وزارة ألثقافة ألتركية بأن أول بدأ ببناء ألمدينة هم شعب ألفريجانس وهم شعب هندو أوروبي أسسوا أمبراطوريتهم غرب ألأناضول ، وكانت عاصمتهم أسمها غوردم Gordium ،

كانوا يسكنون في جنوب ألبلقان قبل أن ينتقلوا ألى ألاناضول ،بعد أندثار أمبراطورية ألفريجانس توسعت ألمدينة من قبل ألبيزنطيين فترة ألحروب ألطاحنة ألتي أندلعت بينهم وبين ألفرس ، وأستخدمت ألمدينة لحماية النساء وألاطفال وألشيوخ من هجمات ألفرس ، 


وقام البيزنطيين بإضافة الكنائس والنقوش الإغريقية لمدينة ديرنكويو التي كانت تحتوي على 
العديد من الآثار والأدوات التي تعود للفترة البيزنطية .



............................................
تعليقات