مدينة القيروان التونسية: المعقل الروحي والحضاري للمغرب العربي
تُعدّ القيروان واحدة من أقدم وأهم المدن في تونس ومنطقة المغرب العربي، فقد تأسّست حوالي عام 670م على يد القائد العربي عُقبة بن نافع أثناء فتح بلاد الإفريقيّة.
تطوّرت خلال حكم الدولة الأغالبيّة في القرن التاسع كمركز ديني وعلمي هام، وتضمّ في ذلك العصر أول مسجد جامع يُعد من أقدم المساجد في شمال إفريقيا، وهو المسجد الكبير بالقيروان.
بمرور الزمن، فقدت المدينة بعضاً من دورها السياسي لصالح تونس العاصمة، لكنها بقيت مركزاً روحياً وتاريخياً ذا قيمة عالية للمسلمين والباحثين عن التراث.
موقع ومساحة القيروان:
تقع القيروان في تونس الوسطى-الشرقية، على بعد نحو 50 كم من الساحل الشرقي ومدينة سوسة، وتُبعد حوالي 185 كم عن العاصمة تونس.
تُشكّل ولاية القيروان مساحة تُقدَّر بحوالي 6,710 كيلومتر مربع.
عدد سكان القيروان:
حسب التعدادات الحديثة، يُقدَّر عدد سكان بلدية القيروان بـحوالي 172,800 نسمة (2024).
بينما يصل عدد سكان الولاية إلى ما يقارب 600,800 نسمة (2024).
الأكلات الشعبية في القيروان:
تشتهر القيروان بمجموعة من الأطباق والحلويات التقليدية الأصيلة، منها:
طبق البحر الشهير كفتاجي (Kafteji):
الذي يشمل خضروات مقليّة مع بيض ويُعدّ من الأكلات الشعبية الشهيرة في القيروان.الحلوى المعروفة مقروض (Makroudh):
عمومًا، المطبخ التونسي في القيروان يتضمّن الكسكس، البريك، والمُعجنات التي تتأثر بالمكونات المحلية من الزيتون والخضار.
الأماكن السياحية في القيروان:
القيروان غنية بالمعالم التي تجمع بين الديني والتاريخي والثقافي، ومن أبرزها:
المسجد الكبير بالقيروان:
المدينة القديمة (المدينا):
الحِرَف التقليدية:
بالإضافة إلى متاحف ومواقع أثرية أخرى تعكس تاريخ المدينة العلمي والثقافي.
الاقتصاد والصناعة في القيروان:
يعتمد اقتصاد القيروان على مزيج من الأنشطة الزراعية، الصناعية، والسياحية:
الزراعة:
الصناعة:
السياحة والتراث:
الطقس في القيروان:
تتمتع القيروان بمناخ شبه جاف (صحرواي-شبه-صحراوي)، حيث:
الصيف: حار وجاف، مع أجواء مرتبطة بالهضاب الداخلية بعيدًا عن نسيم الساحل.
الشتاء: أبرد من المناطق الساحلية، ومع أمطار معتدلة نسبيًا.
العملة المستخدمة واللغة:
العملة الرسمية تُعد الدينار التونسي (TND).
اللغة الرسمية هي العربية، واللهجة المحلية التونسية منتشرة، كما تُستخدم الفرنسية في بعض المجالات التعليمية والإدارية.
الخاتمة:
إن مدينة القيروان ليست مجرد مدينة تونسية، بل هي رمز حضاري وديني وثقافي يمتد عبر قرون، ويُمثّل حلقة وصل بين الماضي والحداثة. من أسوار المدينا العتيقة ومسجدها العريق، إلى ألوان سجادها وحلوى مقروضها الشهيرة، تحافظ القيروان على هويتها الأصيلة وسط تحولات العصر.
.......................
