مدينة قسنطينة: عاصمة الشرق الجزائري وجسر الحضارات
نبذة تاريخية:
تُعد قسنطينة من أعرق المدن الجزائرية وأقدم المدن المأهولة في العالم، وتُعرف بلقب "مدينة الجسور المعلقة" بسبب جسورها العالية التي تربط بين تلالها العديدة.![]() |
مدينة قسنطينة |
تعود جذورها إلى العهد الفينيقي، حيث كانت تُعرف باسم سيرتا، ثم أصبحت عاصمة الملك النوميدي ماسينيسا في القرن الثالث قبل الميلاد.
وفي العهد الروماني، ازدهرت سيرتا لتصبح مركزًا حضاريًا مهمًا، قبل أن تُدمّر وتُعاد بناؤها سنة 311م على يد الإمبراطور قسطنطين الأكبر الذي حملت اسمه منذ ذلك الحين.
شهدت المدينة خلال العصور الإسلامية ازدهارًا ثقافيًا كبيرًا، خاصة في عهد الزيانيين والحفصيين، ثم أصبحت مركزًا علميًا وثقافيًا مرموقًا خلال الحكم العثماني، حتى خضعت للاحتلال الفرنسي عام 1837م، واستعادت مجدها بعد الاستقلال سنة 1962م.
الموقع والمساحة:
تقع قسنطينة في شمال شرق الجزائر، على ارتفاع يقارب 650 مترًا فوق سطح البحر، وتحيط بها الوديان والمنحدرات السحيقة التي يخترقها وادي الرمال.![]() |
موقع قسنطينة |
تبلغ مساحتها حوالي 231 كيلومترًا مربعًا، وتتميز بتضاريس جبلية خلابة جعلتها من أكثر المدن الجزائرية تفرّدًا من حيث الشكل والموقع.
عدد السكان:
يبلغ عدد سكان قسنطينة نحو 450 ألف نسمة في المدينة، وأكثر من 900 ألف نسمة في الولاية ككل، مما يجعلها من أكبر مدن الشرق الجزائري.سكانها معروفون بثقافتهم العالية واهتمامهم بالفنون والآداب والعلوم.
الأكلات الشعبية:
المطبخ القسنطيني يُعتبر من أغنى المطابخ الجزائرية تنوعًا وأصالة، ومن أشهر أكلاته:![]() |
الشخشوخة القسنطينية |
الشخشوخة القسنطينية:
أكلة تقليدية رمزية تُقدَّم في المناسبات.
الدشيشة والحريرة:
أكلات شتوية دافئة.
الكسكسي بمختلف أنواعه.
المحقن والبركوكش:
وجبات فلاحية تقليدية.
البقلاوة القسنطينية والمقروط والكعك النقاش:
من الحلويات المميزة.
ويُعرف المطبخ القسنطيني بمزجه بين النكهات الأمازيغية والعربية والتركية.
ويُعرف المطبخ القسنطيني بمزجه بين النكهات الأمازيغية والعربية والتركية.
الأماكن السياحية:
تُعد قسنطينة واحدة من أكثر المدن الجزائرية جذبًا للسياح لما تحويه من معالم طبيعية وتاريخية، ومن أبرزها:![]() |
الجسور المعلقة في قسنطينة |
الجسور المعلقة:
أشهرها جسر سيدي مسيد وجسر سيدي راشد الذي يُعتبر من أعلى الجسور الحجرية في العالم.
قصر أحمد باي:
تحفة معمارية عثمانية تعكس روعة الفن الإسلامي.
المدينة القديمة (القصبة):
بأزقتها الضيقة وأسواقها التقليدية.
جامعة الأمير عبد القادر الإسلامية:
من أهم المعالم الدينية والعلمية في الجزائر.
كهف الدباغ ووادي الرمال:
من المناظر الطبيعية الخلابة.
متحف سيرتا:
يضم آثارًا من العصور النوميدية والرومانية.
الحمامات المعدنية مثل حمام سيدي مسيد وحمام دباغ.
الحمامات المعدنية مثل حمام سيدي مسيد وحمام دباغ.
الاقتصاد والصناعة:
يُعد اقتصاد قسنطينة متنوعًا، يجمع بين الصناعة والخدمات والزراعة:الصناعة:
تشمل الصناعات الكيماوية والإلكترونية والدوائية.
الزراعة:
تعتمد على إنتاج الحبوب والخضر والفواكه والزيتون.
الخدمات والتعليم:
بفضل وجود جامعات ومراكز بحث كبرى.
السياحة:
قطاع متنامٍ بسبب الجسور والمعالم التاريخية الفريدة.
تُعتبر قسنطينة أيضًا مركزًا تجاريًا مهمًا يربط بين الشرق والغرب الجزائري.
الصيف: معتدل إلى حار نسبيًا.
الربيع والخريف: معتدلان ومناسبان للسياحة.
تجمع بين عبق الماضي وروعة الحاضر، وبين الجسور التي تربط التلال والقلوب.
تُعتبر قسنطينة أيضًا مركزًا تجاريًا مهمًا يربط بين الشرق والغرب الجزائري.
الطقس:
تتمتع قسنطينة بمناخ متوسطي جبلي: الشتاء: بارد وممطر مع احتمال تساقط الثلوج.الصيف: معتدل إلى حار نسبيًا.
الربيع والخريف: معتدلان ومناسبان للسياحة.
العملة المستخدمة:
العملة الرسمية في المدينة هي الدينار الجزائري (DZD).![]() |
العملة الجزائرية |
اللغة:
اللغتان الرسميتان هما العربية والأمازيغية، بينما تُستخدم الفرنسية على نطاق واسع في الحياة اليومية والتعليم.الخاتمة:
إن قسنطينة ليست مجرد مدينة، بل هي صفحة من تاريخ الجزائر العريق.تجمع بين عبق الماضي وروعة الحاضر، وبين الجسور التي تربط التلال والقلوب.
![]() |
العلم الجزائري |
بمعمارها الفريد، وموسيقاها الأندلسية، ومطبخها المتنوّع، تظل قسنطينة درّة الشرق الجزائري، ووجهة لكل من يبحث عن الجمال والتاريخ والثقافة في آنٍ واحد.
.......................