القنيطرة: مدينة الصمود وعاصمة الجولان السوري المحتل
تُعد مدينة القنيطرة، الواقعة في جنوب غرب سوريا، مدينة ذات رمزية وطنية وتاريخية عميقة.
![]() |
القنيطرة |
نبذة تاريخية:
يعود تاريخ القنيطرة إلى العصور القديمة، وكانت جزءاً من الطرق التجارية بين بلاد الشام والحجاز.
ازدهرت في العصور الرومانية والبيزنطية، ثم أصبحت مركزاً مهماً في العصور الإسلامية، خاصة كواحدة من المحطات الرئيسية على طريق الحج الشامي.
اكتسبت اسمها من "القنطرة" أو الجسر، إشارة إلى الجسور التي كانت تعبر الأودية القريبة.
في التاريخ الحديث، كانت القنيطرة مدينة مزدهرة ومركزاً إدارياً وزراعياً مهماً في الجولان.
ولكن في عام 1967، احتلتها إسرائيل، وفي عام 1974، وبعد حرب تشرين التحريرية (أكتوبر 1973)، انسحبت إسرائيل من الجزء الشمالي من المدينة بموجب اتفاقية فك الاشتباك، وقامت بتدميرها بشكل شبه كامل قبل الانسحاب.
قررت سوريا عدم إعادة بناء المدينة المدمرة كرمز دائم للاحتلال والتدمير، وبقيت على حالها كشاهد على الصمود، بينما بُنيت "القنيطرة الجديدة" في مكان قريب لتكون مركزاً إدارياً مؤقتاً للمحافظة.
الموقع والمساحة والسكان:
تقع مدينة القنيطرة في جنوب غرب سوريا، في منطقة الجولان السوري المحتل، على بعد حوالي 60 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة دمشق. تتميز بموقعها الاستراتيجي على هضبة الجولان، وقربها من الحدود مع إسرائيل والأردن ولبنان. تُعد عاصمة محافظة القنيطرة.
![]() |
موقع القنيطرة |
القنيطرة القديمة المدمرة:
هي الجزء التاريخي من المدينة، وتبلغ مساحتها عدة كيلومترات مربعة، وهي شبه خالية من السكان باستثناء عدد قليل من الحراس والجنود. تُعد متحفاً مفتوحاً يوثق الدمار الذي لحق بها.
القنيطرة الجديدة:
بُنيت على مقربة من المدينة المدمرة، وتُعد المركز الإداري الفعلي للمحافظة، ويسكنها آلاف الأشخاص الذين يعملون في المؤسسات الحكومية أو يعودون بأصولهم إلى الجولان المحتل.
بشكل عام، قبل عام 1967، كان عدد سكان القنيطرة يقدر بعشرات الآلاف. حالياً، السكان الدائمون في "القنيطرة الجديدة" والقرى المحررة من المحافظة بالآلاف.
نظام الحكم:
تخضع "القنيطرة الجديدة" والقرى المحررة من محافظة القنيطرة لنظام الحكم المركزي في الجمهورية العربية السورية.
![]() |
العلم السوري |
الاقتصاد والصناعة:
قبل الاحتلال والتدمير، كان اقتصاد القنيطرة يعتمد بشكل أساسي على الزراعة والرعي، بفضل خصوبة أراضي الجولان. أما حالياً، فإن الاقتصاد في الجزء المحرر من المحافظة يعتمد بشكل محدود على:
الزراعة:
الوظائف الحكومية:
الرعي:
التجارة المحلية:
الأكلات الشعبية:
تتميز المنطقة بمطبخها الذي يعكس طابعها الريفي والبدوي، ويتأثر بالمطبخ الشامي. من الأطباق الشائعة:
![]() |
المنسف |
المناسف:
طبق عربي شهير يعتمد على الأرز واللحم أو الدجاج واللبن الجميد.
المحاشي:
بأنواعها المتعددة، مثل ورق العنب والكوسا.
المنسف البدوي:
الذي يُقدم بالخبز واللحم واللبن.
الفريكة:
حبوب القمح الخضراء المجففة، تُستخدم في العديد من الأطباق الرئيسية.
اللحوم المشوية:
من أطباق المنطقة.
الأجبان والألبان التقليدية:
الأماكن السياحية:
تُعد مدينة القنيطرة (القديمة المدمرة) بحد ذاتها معلماً سياحياً رمزياً وتاريخياً، حيث تُترك على حالها كشاهد على الحرب:
![]() |
القنيطرة المدمرة |
مدينة القنيطرة المدمرة:
بقايا قلعة القنيطرة:
متحف القنيطرة:
المسجد التاريخي:
مرصد تل الفرس:
المناطق الطبيعية:
الطقس:
يسود القنيطرة طقس جبلي معتدل صيفاً وبارد وماطر شتاءً.
خلال أشهر الصيف (يونيو – سبتمبر)، تكون درجات الحرارة معتدلة نسبياً بفضل ارتفاع المنطقة، مع نسيم عليل.
أما في الشتاء (ديسمبر – فبراير)، فالجو يكون بارداً جداً، وقد تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وتكون الأمطار أكثر غزارة، مع تساقط الثلوج الذي يغطي الجبل. فصلا الربيع والخريف معتدلان وممتعان، ويُعد الربيع الأفضل لزيارة المنطقة عندما تكون السهول خضراء.
العملة المستخدمة:
العملة الرسمية المستخدمة في القنيطرة (الجزء المحرر)، كما هو الحال في جميع أنحاء الجمهورية العربية السورية، هي الليرة السورية (SYP).
![]() |
العملة السورية |
في الختام، تُعد مدينة القنيطرة ليست مجرد مدينة، بل هي رمز حي للصمود والتضحية. إنها قصة مدينة دُمرت لتُروى، وتُقدم لمحة عن عمق التحدي السوري والاعتزاز بالأرض في وجه الاحتلال.
................