اللاذقية: لؤلؤة البحر المتوسط ومدينة التاريخ العريق في سوريا
تُعد مدينة اللاذقية، عاصمة محافظة اللاذقية، من أجمل وأهم المدن الساحلية في سوريا، ومركزاً حضارياً عريقاً يجمع بين سحر البحر المتوسط وخصوبة الأرض.
![]() |
اللاذقية |
بتاريخها الذي يمتد لآلاف السنين كمركز تجاري وميناء حيوي، وشواطئها الخلابة وغاباتها الخضراء، تقدم اللاذقية لزوارها تجربة فريدة من الاستجمام والتعرف على تاريخ عريق.
نبذة تاريخية:
يعود تاريخ اللاذقية إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، حيث كانت تُعرف باسم "راميتا" الكنعانية، ثم "لاوديكيا" في العصر الهلنستي (مملكة سلوقية)، نسبة إلى والدة سلوقس الأول نيكاتور، مؤسس المدينة.
ازدهرت كميناء تجاري مهم وموقع استراتيجي على البحر المتوسط. شهدت المدينة تعاقب الحضارات الرومانية، البيزنطية، والفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي.
لعبت دوراً مهماً في الحروب الصليبية، وكانت محط صراع بين القوى المتنافسة.
في العصور الحديثة، استعادت اللاذقية أهميتها كميناء رئيسي لسوريا، ومركزاً زراعياً وصناعياً وسياحياً حيوياً، مما جعلها نافذة سوريا على العالم.
الموقع والمساحة والسكان:
تقع مدينة اللاذقية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، على بعد حوالي 345 كيلومتراً شمال غرب العاصمة دمشق.
تتميز بموقعها الاستراتيجي كأهم ميناء بحري في سوريا، وبسواحلها المتنوعة التي تجمع بين الرمال والصخور والجبال الخضراء المطلة على البحر. تُعد عاصمة محافظة اللاذقية، وهي محافظة ساحلية جبلية خصبة.
![]() |
موقع محافظة اللاذقية |
تمتد المدينة على مساحة حضرية كبيرة نسبياً، تُقدر بحوالي 58 كيلومتراً مربعاً.
وفقاً لآخر التقديرات، يبلغ عدد سكان اللاذقية وضواحيها مئات الآلاف، وتتميز بكثافة سكانية عالية، ويُعرف سكانها بالكرم والطيبة والنشاط الاقتصادي.
نظام الحكم:
تخضع مدينة اللاذقية لنظام الحكم المركزي في الجمهورية العربية السورية.
![]() |
العلم السوري |
تُدار المدينة من خلال مجلس مدينة اللاذقية ومحافظة اللاذقية، وتتواجد بها جميع الفروع والمؤسسات الحكومية التي تتولى تقديم الخدمات للمواطنين وإدارة شؤون المدينة والمحافظة.
الاقتصاد والصناعة:
يعتمد اقتصاد اللاذقية بشكل أساسي على الميناء، السياحة، الزراعة، وبعض الصناعات:
![]() |
موانيء اللاذقية |
الزراعة:
السياحة:
الصيد:
الصناعة:
الأكلات الشعبية:
تتميز اللاذقية بمطبخها الساحلي الغني، الذي يركز بشكل كبير على المأكولات البحرية الطازجة، بالإضافة إلى الأطباق الشامية المعروفة، وأطباق تعكس الطابع الجبلي للمحافظة:
![]() |
المأكولات البحرية في اللاذقية |
المناسف والكبسة البحرية:
المحاشي:
المناقيش:
الشنكليش:
الحلويات:
الكباب بأنواعه والشاورما:
الأماكن السياحية:
تزخر اللاذقية بالعديد من المعالم السياحية والتاريخية والطبيعية الخلابة:
![]() |
شواطيء اللاذقية |
الكورنيش البحري:
ممشى جميل على طول الشاطئ، يضم العديد من المقاهي والمطاعم، ويُعد مكاناً مفضلاً للتنزه.
شواطئ اللاذقية:
مثل شاطئ "الرمل الجنوبي" وشاطئ "الشاطئ الأزرق"، وتُعد أماكن رائعة للسباحة والاستجمام.
منتجع ومدينة "صلنفة" (قريبة):
مصيف جبلي شهير يقع في المرتفعات القريبة من اللاذقية، ويتميز بطبيعته الخضراء وهوائه النقي.
مدينة أوغاريت الأثرية (رأس شمرا):
موقع أثري عالمي يُعد من أهم المكتشفات الأثرية في العالم، ويضم بقايا مدينة أوغاريت الكنعانية القديمة التي اخترعت أول أبجدية في التاريخ.
قلعة صلاح الدين الأيوبي (قلعة صهيون):
قلعة صليبية ضخمة تُعد من أجمل وأفضل القلاع المحفوظة في سوريا، وموقع تراث عالمي لليونسكو.
رأس البسيط:
منطقة ساحلية جميلة تتميز بطبيعتها البكر وشواطئها الهادئة.
الغابات الجبلية:
توفر المحافظة مساحات واسعة من الغابات الصنوبرية والبلوطية، وهي مثالية للتنزه والاستكشاف.
جامعة تشرين:
منارة تعليمية كبرى في المدينة.
الطقس:
يسود اللاذقية طقس البحر الأبيض المتوسط، يتميز بصيف حار ورطب وشتاء دافئ نسبياً وممطر.
خلال أشهر الصيف (يونيو – سبتمبر)، تكون درجات الحرارة مرتفعة، وقد تتجاوز 30-35 درجة مئوية، مع ارتفاع ملحوظ في نسبة الرطوبة بسبب قربها من البحر.
أما في الشتاء (ديسمبر – فبراير)، فالجو يكون معتدلاً وممتعاً، وتكون الأمطار أكثر غزارة، مما يجعل المنطقة خضراء وجميلة.
العملة المستخدمة:
العملة الرسمية المستخدمة في اللاذقية، كما هو الحال في جميع أنحاء الجمهورية العربية السورية، هي الليرة السورية (SYP).
![]() |
العملة السورية |
تتوفر خدمات الصرافة والبنوك، ولكن قد تختلف سهولة الوصول إلى الخدمات المالية والتعامل بالبطاقات الائتمانية بسبب الظروف الحالية. يُفضل حمل بعض النقود المحلية عند زيارة الأسواق التقليدية والمطاعم الصغيرة.
في الختام، تُعد مدينة اللاذقية جوهرة الساحل السوري، تجمع بين عراقة التاريخ البحري وجمال الطبيعة الساحرة. إنها مدينة تروي قصصاً من البحر وتاريخ الحضارات، وتقدم لزوارها تجربة فريدة من الاستجمام والاستمتاع بعبق الساحل السوري وثقافة أهله الأصيلة.
.........................