درعا: مهد الثورة ومدينة السهول الخصبة في حوران
تُعد مدينة درعا، عاصمة محافظة درعا، مدينة سورية ذات أهمية تاريخية وزراعية كبيرة.
![]() |
مدينة درعا |
تقع في جنوب سوريا، وتُعرف بكونها "مهد الثورة السورية" الحديثة.
بتاريخها العريق الممتد لآلاف السنين كمركز حضاري وزراعي في سهل حوران الخصيب، تجمع درعا بين أصالة البادية وخصوبة الأرض، وتقدم لمحة عن الحياة السورية في المنطقة الجنوبية.
نبذة تاريخية:
يعود تاريخ منطقة درعا إلى العصور القديمة، حيث كانت جزءاً من مملكة "باشان" الآرامية، ثم جزءاً من الإمبراطوريات الرومانية والبيزنطية.
عُرفت باسم "أدرعي" في العصور القديمة، وكانت مركزاً مهماً على طرق التجارة القديمة، خاصة تلك التي تربط بلاد الشام بالحجاز. خلال العصر الروماني، كانت من مدن الديكابوليس (المدن العشر) المزدهرة.
بعد الفتح الإسلامي، ازدهرت كمركز زراعي وتجاري، وكانت محطة مهمة على طريق الحج الشامي.
في التاريخ الحديث، لعبت درعا دوراً محورياً كشرارة للثورة السورية عام 2011، مما أثر بشكل كبير على تاريخها ومسارها.
الموقع والمساحة والسكان:
تقع مدينة درعا في جنوب سوريا، على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب العاصمة دمشق، وقريبة جداً من الحدود الأردنية (معبر نصيب الحدودي).
تتميز بموقعها الاستراتيجي في سهل حوران الخصيب، مما يجعلها منطقة زراعية غنية. تُعد عاصمة محافظة درعا.
![]() |
موقع محافظة درعا |
تمتد المدينة على مساحة حضرية كبيرة نسبياً. قبل الأزمة السورية، كان عدد سكان درعا يقدر بحوالي 100 ألف نسمة.
ورغم التحديات الكبيرة والنزوح الذي شهدته، لا يزال عدد سكانها بالمئات الآلاف، وتُعد مركزاً حضرياً مهماً في المنطقة الجنوبية.
نظام الحكم:
تخضع مدينة درعا حالياً لإدارة الحكومة السورية المركزية. تُدار المدينة من خلال مجلس مدينة درعا ومحافظة درعا،
![]() |
العلم السوري |
وتتواجد بها جميع الفروع والمؤسسات الحكومية التي تتولى تقديم الخدمات للمواطنين وإدارة شؤون المدينة والمحافظة.
الاقتصاد والصناعة:
يعتمد اقتصاد درعا بشكل أساسي على الزراعة والتجارة:
![]() |
الزراعة في درعا |
تُعد محافظة درعا من أهم مناطق إنتاج الحبوب في سوريا، خاصة القمح والشعير، بفضل سهول حوران الخصبة التي تُروى بمياه الأمطار والآبار. كما تُزرع فيها البقوليات والخضروات والفواكه، وتشتهر بزراعة الزيتون.
التجارة:
الصناعة:
الأكلات الشعبية:
تتميز درعا بمطبخها الذي يعكس طابع المنطقة الجنوبية ويزخر بالعديد من الأطباق اللذيذة والغنية بالنكهات، وتتأثر بالمطبخ البدوي والشامي:
![]() |
المنسف الدرعاوي |
طبق عربي شهير يعتمد على الأرز واللحم أو الدجاج واللبن الجميد، ويُعد طبقاً رئيسياً في المناسبات.
المحاشي:
المقلوبة:
الشاكرية:
الفريكة:
الخبز العربي (خبز التنور):
الكبة بأنواعها:
الأماكن السياحية:
بسبب الأحداث الأخيرة، تأثرت البنية التحتية السياحية في درعا، ولا تُعد حالياً وجهة سياحية رئيسية. ومع ذلك، تُعرف المنطقة بوجود بعض المواقع الأثرية والتاريخية الهامة:
![]() |
الجامع العمري في درعا |
مسجد تاريخي قديم يُعد أحد أقدم المساجد في بلاد الشام، وله أهمية تاريخية ودينية كبيرة.
مدينة بصرى الشام (قريبة):
آثار درعا البلد:
سهول حوران الخضراء:
الطقس:
يسود درعا طقس شبه قاري، يتميز بصيف حار وجاف وشتاء بارد وماطر.
خلال أشهر الصيف (يونيو – سبتمبر)، تكون درجات الحرارة مرتفعة جداً، وقد تتجاوز 40 درجة مئوية.
أما في الشتاء (ديسمبر – فبراير)، فالجو يكون بارداً، وقد تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر أحياناً، وتكون الأمطار أكثر غزارة، مما يساعد على خصوبة الأراضي. فصلا الربيع والخريف معتدلان وممتعان.
العملة المستخدمة:
العملة الرسمية المستخدمة في درعا، كما هو الحال في جميع أنحاء الجمهورية العربية السورية، هي الليرة السورية (SYP).
![]() |
العملة السورية |
في الختام، تُعد مدينة درعا مدينة ذات تاريخ عميق، ومهد للثورة السورية الحديثة. إنها مدينة صامدة، تعتمد على خيرات أرضها الخصبة، وتُقدم لمحة عن عمق التاريخ السوري وأصالة الحياة في منطقة حوران الجنوبية.
...........................