أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية: أراضٍ نائية من الجليد والحياة البرية

جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية: 

جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية هي أقاليم بريطانية وراء البحار تقع في الجزء الجنوبي من المحيط الأطلسي، وتُعد من بين أكثر الأماكن النائية والبرية على وجه الأرض. 

مستعمرات البطاريق


على الرغم من أن هذه الأراضي الجليدية قد تبدو قاحلة وغير مضيافة، إلا أنها تزخر بالحياة البرية المذهلة والمناظر الطبيعية الخلابة التي تجذب العلماء والمصورين والمغامرين الباحثين عن تجربة فريدة في أقاصي العالم.


نبذة تاريخية:

اكتشف المستكشفون الأوروبيون، على الأرجح أنطوان دي لا روش، جزيرة جورجيا الجنوبية لأول مرة في عام 1675، بينما اكتشف المستكشف البريطاني جيمس كوك جزر ساندويتش الجنوبية في عام 1775 وادعى ملكيتها لبريطانيا العظمى.

 أطلق كوك على جورجيا الجنوبية اسم "جزيرة جورجيا" تكريماً للملك جورج الثالث. في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كانت هذه الجزر بمثابة قواعد مهمة لصيد الفقمة والحيتان. 

جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية


أدت عمليات الصيد الجائر إلى تدهور حاد في أعداد الحيوانات، لكن جهود الحفظ الحديثة ساعدت في تعافي العديد من الأنواع. خلال القرن العشرين، أقيمت محطات صيد الحيتان في جورجيا الجنوبية، وكان أشهرها وأكبرها محطة غريتفيكن (Grytviken)

في عام 1982، خلال حرب الفوكلاند، احتلت القوات الأرجنتينية جورجيا الجنوبية لفترة وجيزة قبل أن تستعيدها القوات البريطانية. اليوم، لا توجد مستوطنات دائمة للسكان المدنيين في هذه الجزر، وتُدار بشكل أساسي لأغراض البحث العلمي والحفظ والسياحة البيئية، مع وجود طاقم صغير من موظفي الحكومة وعلماء البحث.


الموقع والمساحة:

تقع جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية في جنوب المحيط الأطلسي. تقع جورجيا الجنوبية على بعد حوالي 1,390 كيلومترًا جنوب شرق جزر فوكلاند، بينما تمتد جزر ساندويتش الجنوبية البركانية إلى الجنوب الشرقي من جورجيا الجنوبية.

جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية


 تبلغ مساحة جورجيا الجنوبية الإجمالية حوالي 3,756 كيلومتر مربع، وهي جزيرة جبلية تتخللها الأنهار الجليدية. أما جزر ساندويتش الجنوبية فهي عبارة عن سلسلة من 11 جزيرة بركانية صغيرة، ويبلغ إجمالي مساحتها حوالي 310 كيلومتر مربع.


السكان:

لا يوجد سكان دائمون في جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية. السكان يتألفون بشكل أساسي من موظفي الحكومة (مثل موظفي المسح البريطاني لأنتاركتيكا)، وعلماء البحث، وأحيانًا أفراد طاقم السفن السياحية خلال موسم الذروة (الصيف الجنوبي). العدد يتفاوت عادة بين عشرات إلى بضع مئات.


نظام الحكم:

جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية هي إقليم بريطاني وراء البحار، مما يعني أنها جزء من المملكة المتحدة ولكنها ليست جزءًا من الأراضي الداخلية للمملكة المتحدة. يتمتع الإقليم بالحكم الذاتي في الشؤون الداخلية، ولكن الدفاع والشؤون الخارجية تقع ضمن مسؤولية حكومة المملكة المتحدة. 

جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية


لا يوجد نظام حكم مدني منتخب في الإقليم. يتم تعيين مفوض (Commissioner) من قبل ملك المملكة المتحدة (حاليًا الملك تشارلز الثالث) لإدارة الإقليم. المفوض هو عادة حاكم جزر فوكلاند، ويدير الإقليم بالتشاور مع مجموعة صغيرة من الموظفين المقيمين.


المدن الرئيسية:

لا توجد مدن رئيسية بالمعنى التقليدي. المستوطنات الوحيدة هي قواعد بحث صغيرة ومحطات مهجورة لصيد الحيتان.



  • غريتفيكن (Grytviken): 

  • هي أكبر وأشهر محطة صيد حيتان مهجورة في جورجيا الجنوبية، وتضم متحفًا صغيرًا وكنيسة ومقبرة، وهي المكان الذي دفن فيه المستكشف إرنست شاكلتون. تعتبر مركزًا إداريًا وسياحيًا رئيسيًا للإقليم.

  • مركز الأبحاث في كينغ إدوارد بوينت (King Edward Point - KEP):

  • يقع بالقرب من غريتفيكن، وهو قاعدة بحث علمي تابعة للمسح البريطاني لأنتاركتيكا، ويضم أيضًا مكاتب الحكومة المحلية.


الأكلات الشعبية:

نظرًا لعدم وجود سكان دائمين أو مطبخ محلي تقليدي، لا توجد "أكلات شعبية" خاصة بجورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية. يتم توفير الطعام للعلماء والموظفين والزوار من المخزونات التي يتم جلبها من الخارج. 



غالبًا ما تركز الوجبات على الأطعمة المعلبة والمجمدة وسهلة التخزين بسبب الظروف المناخية القاسية وصعوبة الإمداد.


الأماكن السياحية:

السياحة في جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية هي سياحة بيئية ومغامرات بحرية، وتركز على الحياة البرية والمناظر الطبيعية الفريدة والتاريخ:

مستعمرات البطاريق


  • مستعمرات البطاريق:

  • تُعد جورجيا الجنوبية موطنًا لملايين البطاريق، بما في ذلك أعداد هائلة من بطاريق البطريق الملكية (King Penguins) في مستعمرات مثل سالزبوري بلين (Salisbury Plain) وسانت أندروز باي (St. Andrews Bay)، والتي تُعد من أكبر مستعمرات البطاريق في العالم.

  • الفقمة وأسود البحر: 

  • تنتشر الآلاف من فقمة الفراء وأسود البحر في مستعمرات ضخمة على الشواطئ، مما يوفر فرصًا فريدة لمراقبة هذه الحيوانات عن قرب.

  • الفقمة وأسود البحر


  • غريتفيكن (Grytviken): 

  • زيارة متحف جورجيا الجنوبية الذي يروي قصة صيد الحيتان وتاريخ الجزيرة الطبيعي والبشري، وزيارة قبر المستكشف السير إرنست شاكلتون.

  • مسارات شاكلتون التاريخية: 

  • المشي في أجزاء من المسار الوعر الذي سلكه إرنست شاكلتون في رحلته الشهيرة عبر الجزيرة لطلب المساعدة.

  • مراقبة الطيور البحرية: 

  • تعد الجزر موطنًا للعديد من أنواع الطيور البحرية، بما في ذلك قطرس ونديرنغ (Wandering Albatross)، التي تتمتع بأكبر امتداد للأجنحة بين جميع الطيور.

  • جزر ساندويتش الجنوبية: 

  • على الرغم من صعوبة الوصول إليها وخطورتها بسبب النشاط البركاني، يمكن لبعض الرحلات البحرية المتخصصة أن توفر لمحة عن هذه الجزر البركانية النائية والمحفوفة بالمخاطر.

  • الأنهار الجليدية والفيوردات:

  • تتميز جورجيا الجنوبية بالمناظر الطبيعية الجليدية الخلابة والفيوردات العميقة التي توفر خلفية دراماتيكية للحياة البرية.


العملة:

العملة الرسمية المستخدمة في جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية هي الجنيه الإسترليني (Great British Pound)، ويُرمز لها بالرمز £ أو GBP. 



كما تُستخدم أيضًا عملات معدنية خاصة بالإقليم، ولكنها تعادل الجنيه الإسترليني.


في الختام، جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية هي شهادة على قوة الطبيعة وجمالها غير المتأثر بالتدخل البشري الكثيف. إنها وجهة لأولئك الذين يبحثون عن تجربة سفر فريدة من نوعها، تمكنهم من مشاهدة الحياة البرية في بيئتها الطبيعية البكر واستكشاف أراضٍ نائية ذات تاريخ غني ومناظر طبيعية آسرة.


............................

تعليقات