أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

كاليدونيا الجديدة: لؤلؤة فرنسا الاستوائية في المحيط الهادئ

كاليدونيا الجديدة: 

تقع كاليدونيا الجديدة، وهي مجموعة جزر رائعة في جنوب غرب المحيط الهادئ، شمال أستراليا ونيوزيلندا. 

كاليدونيا الجديدة


تُعرف هذه المنطقة الفرنسية وراء البحار بجمالها الطبيعي البكر، من بحيرتها الشاطئية الشاسعة المدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، والتي تُعد الأكبر في العالم، إلى جبالها الخضراء الغنية بالمعادن، وشواطئها الذهبية، وثقافتها الكاناك (Kanak) الغنية. كاليدونيا الجديدة هي مزيج فريد من الأناقة الفرنسية وسحر ميلانيزيا الاستوائي.


نبذة تاريخية:

كانت كاليدونيا الجديدة مأهولة من قبل شعب الكاناك الأصلي (Melanesian) منذ آلاف السنين، وقد طوروا مجتمعات زراعية وبحرية معقدة. في عام 1774، وصل المستكشف البريطاني الكابتن جيمس كوك إلى الجزيرة الرئيسية وأطلق عليها اسم "كاليدونيا الجديدة" نسبة إلى المرتفعات في اسكتلندا التي ذكرته بها تضاريسها. لم يبدأ الاستيطان الأوروبي الدائم إلا في منتصف القرن التاسع عشر. 

في عام 1853، أعلنت فرنسا سيادتها على الجزر، وأصبحت كاليدونيا الجديدة مستعمرة فرنسية. استخدمت فرنسا الجزيرة في البداية كمستعمرة عقابية، وأرسلت إليها السجناء والمبعدين. مع اكتشاف رواسب النيكل الغنية في أواخر القرن التاسع عشر، أصبحت الجزيرة مركزًا للتعدين، مما جذب المهاجرين من فرنسا وجزر المحيط الهادئ الأخرى.

 خلال الحرب العالمية الثانية، لعبت كاليدونيا الجديدة دورًا مهمًا كقاعدة بحرية وجوية رئيسية لقوات الحلفاء في المحيط الهادئ. بعد الحرب، بدأت الحركات المطالبة بمزيد من الحكم الذاتي والاستقلال في الظهور، بقيادة شعب الكاناك. تتمتع كاليدونيا الجديدة حاليًا بوضع خاص داخل الجمهورية الفرنسية، مما يمنحها درجة كبيرة من الحكم الذاتي. وقد أجرت عدة استفتاءات على الاستقلال، كان آخرها في عام 2021، حيث صوتت الأغلبية ضد الانفصال عن فرنسا، مما يؤكد ارتباطها المستمر بفرنسا.


الموقع والمساحة:

تقع كاليدونيا الجديدة في جنوب غرب المحيط الهادئ، في منطقة ميلانيزيا. تقع شرق أستراليا وشمال نيوزيلندا. يتكون الإقليم من جزيرة رئيسية كبيرة تسمى جراند تير (Grande Terre)، بالإضافة إلى جزر الولاء (Loyalty Islands) وهي: ليفو (Lifou)، ماري (Maré)، أوفيا (Ouvéa)، والعديد من الجزر والجزر المرجانية الأصغر.

كاليدونيا الجديدة


 تبلغ مساحة كاليدونيا الجديدة الإجمالية (اليابسة) حوالي 18,576 كيلومتر مربع. تُعد جراند تير جزيرة جبلية ذات غطاء نباتي كثيف ومناطق غنية بالمعادن، بينما جزر الولاء هي جزر مرجانية مسطحة نسبيًا تشتهر بجمالها الساحلي.


السكان:

يقدر عدد سكان كاليدونيا الجديدة بحوالي 290,000 نسمة (اعتبارًا من عام 2024). يتميز التركيب السكاني بتنوع عرقي وثقافي. يشكل شعب الكاناك (Kanak) الأصلي حوالي 40% من السكان، بينما يشكل "الكالدوش" (Caldoches) وهم أحفاد المستوطنين الأوروبيين، والميتيس (المختلطون)، ومجموعات أخرى من جزر المحيط الهادئ وآسيا (مثل الفيتناميين والإندونيسيين) بقية السكان. 

اللغة الرسمية هي الفرنسية، ولكن تُستخدم أيضًا العديد من لغات الكاناك المحلية.


نظام الحكم:

نظام الحكم في كاليدونيا الجديدة هو جماعة خاصة تابعة لفرنسا (Sui Generis Collectivity of France). تتمتع بدرجة عالية من الحكم الذاتي، مع برلمان محلي (Congress of New Caledonia) وحكومة تنفيذية خاصة بها. تُدير كاليدونيا الجديدة معظم شؤونها الداخلية، بما في ذلك التعليم، والصحة، والضرائب.

كاليدونيا الجديدة


 ومع ذلك، لا تزال فرنسا مسؤولة عن شؤون الدفاع، والعملة، والسياسة الخارجية، والعدالة. يُمثل رئيس الجمهورية الفرنسية في الإقليم من قبل المفوض السامي (High Commissioner).


المدن الرئيسية:

نوميا (Nouméa)


  • نوميا (Nouméa):

  • هي العاصمة وأكبر مدينة في كاليدونيا الجديدة، وتقع على الساحل الجنوبي الغربي لجراند تير. تعد المركز الاقتصادي والتجاري والثقافي الرئيسي للإقليم، وتشتهر بخليجها الجميل، ومبانيها على الطراز الفرنسي، ومتاحفها (مثل مركز تجيباو الثقافي)، ومطاعمها ومقاهيها الأنيقة.

  • كوني (Koné):

  • مدينة رئيسية في الجزء الشمالي من جراند تير، وتعد مركزًا إداريًا وتجاريًا لمقاطعة الشمال.

  • وي (Wé): 

  • أكبر مدينة في جزيرة ليفو، وهي مركز مهم لجزر الولاء.


الأكلات الشعبية:

المطبخ في كاليدونيا الجديدة هو مزيج فريد من النكهات الفرنسية والميلانيزية والآسيوية، مع التركيز على المأكولات البحرية الطازجة والمنتجات المحلية.



  • بونا (Bougna):

  • الطبق الكاناكي التقليدي والأكثر شهرة. يتكون من لحم الدجاج أو السمك أو الكركند (جراد البحر)، مع الخضروات الجذرية مثل اليام والقلقاس والبطاطا الحلوة، وحليب جوز الهند، ويُلف كل ذلك في أوراق الموز ثم يُطهى على البخار ببطء في فرن أرضي (Ahima).

  • الأسماك والمأكولات البحرية الطازجة: 

  • وفيرة ومتنوعة، تُقدم مشوية، أو مقلية، أو في أطباق مثل السيفيتشي (Poisson Cru) المستوحى من المطبخ البولينيزي.

  • كريب (Crêpes) وخبز الباغيت (Baguettes):

  • تظهر التأثيرات الفرنسية بوضوح في المخابز والمطاعم.

  • الفواكه الاستوائية:

  • مثل المانجو، والأناناس، والبابايا، والموز.

  • جعة المحلية (Number One Beer): 

  • هي علامة تجارية محلية شهيرة.


الأماكن السياحية:

تقدم كاليدونيا الجديدة مجموعة متنوعة من الأماكن السياحية التي تناسب عشاق الطبيعة والمغامرة والثقافة:

نوميا (Nouméa)


  • بحيرة كاليدونيا الجديدة الشاطئية (New Caledonia Lagoon): 

  • أكبر بحيرة شاطئية في العالم وموقع للتراث العالمي لليونسكو. تُعد جنة للغوص والغطس والإبحار، وتضم شعابًا مرجانية لا حصر لها وحياة بحرية وفيرة ومتنوعة.

  • نوميا (Nouméa):

  • استكشاف وسط المدينة الساحر، وزيارة مركز تجيباو الثقافي (Tjibaou Cultural Centre) الذي صممه رينزو بيانو ويعرض ثقافة الكاناك، والمشي على طول خلجان أنسي فاتا (Anse Vata) وليمون (Lemon Bay).

  • جزر الولاء (Loyalty Islands): كل جزيرة لها طابعها الخاص.

    • ليفو (Lifou): 

    • أكبر جزر الولاء، وتشتهر بكهوفها الجيرية وشواطئها المنعزلة وخلجانها الصخرية.

    • أوفيا (Ouvéa):

    • تُعرف باسم "الجزيرة الأقرب إلى الجنة" بسبب شواطئها الرملية البيضاء الطويلة وبحيرتها الزرقاء الصافية.

    • ماري (Maré):

    • تتميز بمناظرها الطبيعية الوعرة والبرك الطبيعية.

  • منتزه ريفي دي لا بايتش (Parc Provincial de la Rivière Bleue):

  • محمية طبيعية كبيرة في جراند تير، تُعرف بـ "الغابة الغارقة" (Noyés Forest)، وأشجار الكوري الضخمة، والطيور المتوطنة مثل كاجو (Kagu) الطائر الوطني.

  • الساحل الغربي (West Coast):

  • يتميز بمزارع الأبقار والسهول الواسعة، ويُعد وجهة شهيرة لركوب الخيل.

  • جبال كاليدونيا الجديدة:

  • توفر فرصًا للمشي لمسافات طويلة واكتشاف الشلالات والمناظر الطبيعية الخلابة.


العملة:

العملة الرسمية في كاليدونيا الجديدة هي فرنك المحيط الهادئ (CFP Franc)، ويُرمز له بالرمز XPF. يرتبط فرنك المحيط الهادئ باليورو بسعر صرف ثابت (1 يورو = 119.332 فرنك المحيط الهادئ).

كاليدونيا الجديدة



في الختام، كاليدونيا الجديدة هي وجهة آسرة تقدم مزيجًا فريدًا من الجمال الفرنسي والجاذبية الميلانيزية في قلب المحيط الهادئ. إنها أرض تدعو الزوار للاسترخاء على شواطئها المذهلة، واستكشاف بحيرتها الشاطئية الأيقونية، والانغماس في ثقافتها الغنية وتاريخها المتنوع.

تعليقات