عجائب الدنيا السبع الطبيعية:
بينما تُشهد عجائب الدنيا السبع القديمة والجديدة على عبقرية الإنسان وإبداعه في البناء والتشييد، فإن عجائب الدنيا السبع الطبيعية من ابداع الخالق تُقدم لنا قائمة مختلفة تمامًا من التحف، تلك التي أبدعتها الطبيعة نفسها على مدى ملايين السنين.
لا يتدخل البشر في تشكيلها إلا بقدر بسيط، بل هي نتاج القوى الجيولوجية، المناخية، والبيولوجية التي عملت على نحت وتشكيل كوكبنا.
في عام 2011، اختارت حملة عالمية أطلقتها مؤسسة "نيو 7 وندرز" (New7Wonders)، بعد عملية تصويت شارك فيها مئات الملايين من الأشخاص حول العالم، سبعة مواقع طبيعية مذهلة لتُعرف بأنها "عجائب الدنيا السبع الطبيعية".
هذه المواقع تُجسد التنوع البيولوجي، الجمال الخلاب، والقوة الهائلة للطبيعة، وتُذكرنا بضرورة الحفاظ على هذه الكنوز للأجيال القادمة.
إليكم تفاصيل هذه العجائب الطبيعية الخالدة:
1. غابة الأمازون المطيرة ونهر الأمازون (أمريكا الجنوبية)
الموقع: تمتد عبر تسع دول في أمريكا الجنوبية، أبرزها البرازيل، بيرو، وكولومبيا.
الوصف:
يُعد نهر الأمازون ثاني أطول نهر في العالم (بعد نهر النيل) وأكبر نهر من حيث حجم المياه المتدفقة، حيث يحمل كميات هائلة من المياه العذبة إلى المحيط الأطلسي.
يمثل النهر وشبكة روافده الشريان الحيوي للغابة، ويدعم مجموعة هائلة من الكائنات الحية.
تُعد غابة الأمازون المطيرة أكبر غابة استوائية مطيرة على وجه الأرض، وتُعرف بأنها "رئة الكوكب" لدورها الحيوي في إنتاج الأكسجين وتنظيم المناخ العالمي.
تحتضن الغابة تنوعًا بيولوجيًا لا مثيل له، حيث تُعد موطنًا لعشرة بالمائة من جميع الأنواع المعروفة من النباتات والحيوانات في العالم.
الأهمية:
تُعتبر نظامًا بيئيًا بالغ الأهمية للحفاظ على التنوع البيولوجي العالمي، ومصدرًا للموارد الطبيعية والأدوية المحتملة، وتلعب دورًا حاسمًا في دورة الكربون العالمية.
2. خليج ها لونج (فيتنام)
الموقع:
مقاطعة كوانج نينه، شمال شرق فيتنام.
الوصف:
تعني "ها لونج" في اللغة الفيتنامية "التنين الهابط"، وتشير الأساطير المحلية إلى أن التنانين التي هبطت من السماء هي من شكلت هذه الجزر لحماية الشعب الفيتنامي.
يشتهر خليج ها لونج بآلاف الجزر الصغيرة الكارستية الجيرية والجزر الصخرية الشاهقة التي ترتفع بشكل دراماتيكي من المياه الزمردية للخليج. نحتتها عوامل التعرية على مدى ملايين السنين، وشكلت هياكل طبيعية فريدة من نوعها، بعضها يحتوي على كهوف ضخمة ومغارات خفية.
الأهمية:
يُعد موقعًا للتراث العالمي لليونسكو، ووجهة سياحية عالمية شهيرة، ومثالًا رائعًا على تشكيلات الكارست المغمورة بالمياه.
3. شلالات إجوازو أو اغوازو(الأرجنتين/البرازيل)
الموقع:
تقع على الحدود بين الأرجنتين (حديقة إجوازو الوطنية) والبرازيل (حديقة إجوازو الوطنية)، على نهر إجوازو.
الوصف:
تُعد شلالات إجوازو واحدة من أكبر وأكثر الشلالات إثارة للإعجاب في العالم. تتكون من سلسلة من مئات الشلالات الفردية التي تمتد على طول 2.7 كيلومتر (1.7 ميل) على شكل حدوة حصان.
أشهر جزء فيها هو "حنجرة الشيطان" (Garganta del Diablo)، وهو شلال ضخم على شكل حرف U، حيث تتدفق كميات هائلة من المياه بقوة هائلة، مما يُولد سحبًا كثيفة من الرذاذ وقوس قزح دائم.
الأهمية:
تُوفر تجربة بصرية وسمعية مذهلة، وهي مواقع تراث عالمي لليونسكو لكل من الجانبين البرازيلي والأرجنتيني، وتُعد موطنًا لتنوع بيولوجي غني من الطيور والنباتات المحيطة.
4. جزيرة جيجو (كوريا الجنوبية)
الموقع:
مقاطعة جيجو ذات الحكم الذاتي الخاص، كوريا الجنوبية.
الوصف:
هي جزيرة بركانية تقع قبالة الساحل الجنوبي لشبه الجزيرة الكورية.
تتميز بمناظر طبيعية فريدة تشمل بركان هالا-سان (أعلى قمة في كوريا الجنوبية)، وتشكيلات صخرية بركانية رائعة مثل الأعمدة البازلتية، وأنفاق الحمم البركانية (لابيرنث تونج) التي تُعد الأكبر من نوعها في العالم.
تُعرف الجزيرة أيضًا بشواطئها الجميلة وغاباتها الخضراء المورقة.
الأهمية:
تُعد موقعًا للتراث العالمي لليونسكو، وتُقدم نموذجًا ممتازًا للجيولوجيا البركانية، وتُعد وجهة سياحية رئيسية في كوريا الجنوبية.
5. نهر بويرتو برنسيسا الجوفي (الفلبين)
الموقع:
جزيرة بالاوان، الفلبين.
الوصف:
يُعد نهر بويرتو برينسيسا الجوفي نظامًا كارستيًا مذهلاً من الجبال الجيرية التي تُخترقها شبكة من الكهوف والممرات، ويمر عبرها نهر يتدفق مباشرة إلى البحر.
يُمكن للزوار استكشاف أجزاء من النهر بالقوارب، ومشاهدة التكوينات الصخرية المذهلة من الصواعد والنوازل، بالإضافة إلى التنوع البيولوجي الفريد داخل الكهوف (مثل الخفافيش والطيور).
الأهمية:
يُعتبر موقعًا للتراث العالمي لليونسكو، ويُعد واحدًا من أهم النظم البيئية للكهوف الجيرية في العالم، ويُظهر العمليات الجيولوجية المستمرة.
6. جبل تيبل (جنوب إفريقيا)
الموقع:
كيب تاون، جنوب إفريقيا.
الوصف:
هو معلم طبيعي أيقوني يُطل على مدينة كيب تاون. يتميز بقمته المسطحة التي تُشبه الطاولة، وجوانبه شديدة الانحدار.
غالبًا ما تُغطى قمته بغطاء سحابي يُعرف باسم "مفرش المائدة" (tablecloth). يُعد جزءًا من منتزه تيبل ماونتن الوطني، الذي يشتهر بتنوعه النباتي الفريد، بما في ذلك "الفينبوس" (fynbos)، وهو نوع من الغطاء النباتي المستوطن.
الأهمية:
يُعتبر رمزًا طبيعيًا لجنوب إفريقيا، ووجهة سياحية شهيرة توفر إطلالات بانورامية خلابة، وموقعًا حيويًا للتنوع البيولوجي.
7. كومودو (إندونيسيا)
الموقع:
جزر سوندا الصغرى، إندونيسيا (تضم جزر كومودو، رينكا، وفلوريس).
الوصف:
تُعد هذه الجزر موطنًا لـ تنين كومودو، أكبر سحلية حية في العالم، والذي لا يوجد في أي مكان آخر.
تتميز الجزر بمناظر طبيعية وعرة تتراوح بين السافانا الجافة، الغابات المطيرة، والشواطئ الوردية (التي تحصل على لونها من المرجان الأحمر).
تُحيط بها مياه صافية غنية بالشعاب المرجانية والحياة البحرية المتنوعة، مما يجعلها وجهة ممتازة للغوص والغطس.
الأهمية:
تُعد موقعًا للتراث العالمي لليونسكو، وتُعتبر محمية حيوية لتنين كومودو المهدد بالانقراض، بالإضافة إلى ثراء أنظمتها البيئية البحرية والبرية.
خاتمة:
تُقدم عجائب الدنيا السبع الطبيعية لمحة مذهلة عن الجمال الخام والقوة العظيمة لكوكبنا.
إنها تُذكرنا بأن الأرض نفسها هي أعظم فنان ومهندس معماري، وأن واجبنا هو حماية هذه المواقع الفريدة للأجيال القادمة.
زيارة هذه الأماكن لا تمنحنا فقط متعة بصرية، بل تُثير فينا شعوراً بالرهبة والتقدير للطبيعة بكل ما فيها من روعة وتعقيد.
..............................