مدينة البصرة: لؤلؤة الجنوب وعروس الخليج العراقي

نبذة تاريخية:

تُعد مدينة البصرة من أقدم وأهم المدن العراقية، إذ تأسست عام 14 هـ / 635 م في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه على يد الصحابي عتبة بن غزوان لتكون قاعدة عسكرية للمسلمين، ثم تطورت بسرعة لتصبح مركزًا حضاريًا وثقافيًا واقتصاديًا هامًا.

مدينة البصرة

شهدت البصرة ازدهارًا كبيرًا خلال العصور الأموية والعباسية، وبرزت كميناء رئيسي للتجارة مع الهند وشرق آسيا. كما كانت موطنًا للعديد من العلماء والأدباء، منهم الخليل بن أحمد الفراهيدي والجاحظ.
ورغم ما مرت به من حروب واضطرابات، ما زالت البصرة محافظة على مكانتها كواحدة من أغنى المدن العراقية تاريخًا وثقافةً واقتصادًا.

الموقع والمساحة:

تقع البصرة في أقصى جنوب العراق، على الضفة الغربية من شط العرب الذي يتكوّن من التقاء نهري دجلة والفرات.
وتُعدّ المنفذ البحري الوحيد للعراق على الخليج العربي، وتحدّها من الجنوب الكويت وإيران.

موقع البصرة

تبلغ مساحة محافظة البصرة حوالي 19,000 كم²، وتُعد من أكبر المحافظات العراقية مساحةً وأهميةً.

عدد السكان:

يبلغ عدد سكان البصرة نحو 3 ملايين نسمة تقريبًا، ما يجعلها ثالث أكبر مدينة عراقية بعد بغداد والموصل.
ويتميّز سكانها بالكرم وحسن الضيافة، كما يشتهرون بلهجتهم المميزة وثقافتهم المتأثرة بالبحر والتجارة.

الأكلات الشعبية:

المطبخ البصري غني بالأطباق البحرية والتمور، ومن أشهر أكلاته:

المجبوس البصراوي

المجبوس:

أرز مطهو مع اللحم أو السمك والتوابل.

سمك المسكوف:

من أشهر الأكلات العراقية ويُطهى على الفحم.

الصبور المشوي:

سمك نهري شهي يُعتبر من رموز البصرة.

التمر البصري:

من أجود أنواع التمور في العالم، ويُصدَّر إلى العديد من الدول.

الهريس والتشريب:

من الأكلات التراثية التي تقدم في المناسبات.

الخُبز التنوري والشاي البصري:

من المكونات اليومية على موائد أهل المدينة.

الأماكن السياحية:

تضم البصرة العديد من الأماكن السياحية والتاريخية الجميلة، منها:

شط العرب

شط العرب:

من أجمل المناطق الطبيعية في العراق، يجمع بين النخيل والمياه الهادئة.

كورنيش البصرة:

واجهة سياحية تطل على النهر وتضم مطاعم ومقاهي حديثة.
المدخل القديم لمدينة البصرة المعروف باسم البصرة القديمة، ويضم بيوتًا تراثية وأسواقًا قديمة مثل سوق العشار.

جزيرة السندباد:

منطقة ترفيهية مشهورة تقع على شط العرب.

جامع المقام ومسجد خطوة الإمام علي:

من المعالم الدينية التاريخية الهامة.

الأهوار الجنوبية:

مناطق طبيعية ساحرة قريبة من البصرة أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.

الاقتصاد والصناعة:

تُعد البصرة العاصمة الاقتصادية للعراق، إذ تحتوي على أكبر حقول النفط في البلاد مثل حقل الرميلة والزبير، وهي المركز الرئيسي لتصدير النفط عبر ميناء خور الزبير وميناء أم قصر.

العلم العراقي

كما تشتهر بالصناعات النفطية والبتروكيميائية، إضافة إلى الصناعات الغذائية والتمور وصيد الأسماك.
وتلعب التجارة البحرية دورًا كبيرًا في اقتصاد المدينة نظرًا لموقعها الساحلي الاستراتيجي.

الطقس:

تتمتع البصرة بمناخ صحراوي حار:

الصيف: شديد الحرارة، إذ تتجاوز درجات الحرارة أحيانًا 50 درجة مئوية.
الشتاء: معتدل ومائل للبرودة في بعض الليالي.
الأمطار قليلة وتسقط غالبًا في شهري كانون الأول وكانون الثاني.
وتُعد الرطوبة العالية من أبرز سمات الطقس في المدينة بسبب قربها من الخليج.

العملة المستخدمة:

العملة الرسمية هي الدينار العراقي (IQD).

العملة العراقية

اللغة:

اللغة الرسمية هي اللغة العربية، ويتحدث معظم السكان اللهجة البصرية، كما تُستخدم اللغة الإنجليزية في التجارة والتعليم، نظرًا للطابع الدولي للمدينة.

الخاتمة:

تُعتبر البصرة قلب العراق الاقتصادي وواجهته البحرية، ومدينة تزخر بالتاريخ والثقافة والجمال الطبيعي.
فهي مدينة النخيل والنفط والعلماء، ومصدر فخر لكل العراقيين لما قدمته من إسهامات في مجالات الفكر والاقتصاد والحضارة.
وبالرغم من التحديات التي واجهتها، تظل البصرة رمزًا للحياة والكرم والتجدد، تواصل بناء مستقبلها بثقة وثبات.

...................

مدينة البصرة: لؤلؤة الجنوب وعروس الخليج العراقي