سوريا، إحدى أقدم المناطق المأهولة في العالم، تتمتع بموقع جغرافي مهم عند مفترق طرق بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، وهي غنية بتاريخها العريق وتراثها الحضاري المتنوع. من مملكة إيبلا إلى دمشق القديمة، ومن بصرى الشام إلى تدمر، كانت سوريا مركزًا لحضارات عظيمة تركت بصمات لا تمحى في التاريخ الإنساني.
مساحة سوريا : 185,180كم
عدد السكان : 25,500 مليون
الموقع الجغرافي :
تقع سوريا في غرب آسيا، وتحدها:
-
من الشمال: تركيا
-
من الشرق: العراق
-
من الجنوب: الأردن
-
من الغرب: فلسطين ولبنان والبحر الأبيض المتوسط
هذا الموقع جعلها مركزًا للتجارة والثقافة عبر العصور.
لمحة تاريخية :
-
عصور ما قبل الميلاد: شهدت سوريا قيام ممالك مثل إيبلا، ماري، وأوغاريت، التي أسهمت في تطور الكتابة والأنظمة القانونية.
-
العصر الروماني والبيزنطي: ازدهرت مدن مثل تدمر وبصرى، وكانت مركزًا تجاريًا ودينيًا هامًا.
-
الفتح الإسلامي: دخلت سوريا الإسلام في القرن السابع الميلادي، وأصبحت جزءًا من الدولة الأموية، وعاصمتها دمشق، التي شهدت عصراً ذهبياً في العلم والفن.
-
العصور الحديثة: خضعت سوريا للعثمانيين لأربعة قرون، ثم للانتداب الفرنسي، ونالت استقلالها عام 1946.
أهم المدن في سوريا :
1. دمشق – العاصمة الأزلية
أقدم عاصمة مأهولة في العالم، وتُعرف باسم "مدينة الياسمين".
-
المعالم البارزة: الجامع الأموي، سوق الحميدية، قصر العظم، جبل قاسيون
-
مركز ديني وثقافي هام في العصور الإسلامية والمسيحية
2. حلب :
واحدة من أقدم المدن المأهولة أيضًا، وتشتهر بتاريخها التجاري والثقافي.
-
معالمها: قلعة حلب، سوق المدينة القديم، الجامع الكبير
-
عرفت بازدهارها الصناعي والحرفي منذ القرون الوسطى
3. حمص :
تقع في وسط البلاد، وتُعد من أهم المدن الزراعية والصناعية.
-
تشتهر بالقلعة القديمة، نهر العاصي، والمباني التاريخية
-
لعبت دورًا بارزًا في الحراك الثقافي والسياسي عبر التاريخ
4. حماة :
تقع على نهر العاصي، وتشتهر بنواعيرها (آلات رفع المياه التقليدية).
-
المدينة ذات طابع زراعي ومعماري مميز
-
تضم العديد من الجوامع والكنائس التاريخية
5. اللاذقية :
مدينة ساحلية مهمة على البحر المتوسط.
-
ميناء بحري رئيسي
-
مقصد صيفي، وتضم أماكن طبيعية مثل رأس البسيط، كسب، وصلنفة
6. طرطوس :
ثاني أهم الموانئ السورية، وتحتوي على آثار صليبية ورومانية
-
جزيرة أرواد القريبة منها هي الجزيرة السورية الوحيدة المأهولة
-
وجهة سياحية مهمة في فصل الصيف
7. درعا :
مدينة جنوبية قريبة من الحدود الأردنية.
-
تُعرف تاريخيًا بكونها جزءًا من منطقة "حوران" الخصبة
-
تضم آثارًا رومانية وبيزنطية، وساهمت في ثورات عديدة
8. دير الزور :
مدينة تقع شرق سوريا على نهر الفرات.
-
تلعب دورًا مهمًا في الزراعة والنفط
-
شهدت تطورًا عمرانيًا ملحوظًا قبل الحرب
9. الرقة والحسكة :
-
الرقة: ذات تاريخ إسلامي عريق، وكانت لفترة عاصمة للخلافة العباسية
-
الحسكة: تقع في الشمال الشرقي وتضم تنوعًا عرقيًا من عرب وأكراد وآشوريين
10. السويداء :
الثقافة السورية :
-
اللغة الرسمية: العربية
-
الديانات: إسلامية (سنية وشيعية) ومسيحية، مع وجود طوائف أخرى
-
التراث الغني: من الموشحات الدمشقية إلى الغناء الحلبي، ومن الصناعات اليدوية إلى المطبخ السوري المتنوع
-
الأدب والفنون: أنتجت سوريا أسماء بارزة في الشعر، الأدب، والمسرح مثل نزار قباني، أدونيس، وسعد الله ونوس
النسيج : ثوب زفاف ألملكة ألبريطانية اليزابيث الثانية دمشقي, استفاقت ألسفارة ألسورية في لندن على برقية من قصر باكينغهام في أحد أيام سنة 1947:
...أرسِلوا لنا أجود أقمشة الديباج (brocart) من أسواق الشام لإنجاز ثوب زفاف الأميرة...تحت إشراف الرئيس السوري آنذاك شكري القوتلي، طُلب الحرير ألمطرز بخيطان ألذهب من مصنع أنطون إلياس مزنر في منطقة باب شرقيبدمشق وتحكي ألرواية أن قماش ألفستان ألتاريخي أُنجز في دمشق،قبل أن يُرسل إلى ألقصر ألملكي. وقد أختارت الملكة إليزابيث نقشة "ألعاشق وألمعشوق" لتطريز فستانها،وهو نمط من نسيج "ألديباج ألدمشقي" ألذي اشتهرت به ألعاصمة ألسورية دمشق
قبل 3 آلاف عام، ويستغرق صنع متر واحد من هذا القماش 10 ساعات
بسبب الأنماط ألدقيقة وألمعقدة وألتفاصيل.
الاقتصاد :
قبل الحرب، اعتمد الاقتصاد السوري على:
-
الزراعة (القمح، الزيتون، القطن)
-
الصناعة (نسيج، غذائية)
-
النفط والغاز
-
السياحة التاريخية والدينية
المطبخ السوري : ألمطبخ ألسوري يستمد تنوعه من ألطبيعة ألسورية وألمناطق وألمدن فكل مدينة لها ما يميزها من ألاكلات ما بين دمشق وحلب وحمص وحماة ومدن ألساحل وألشرق ألسوري .
يضم ألمطبخ ألسوري قائمة طويلة من ألاطعمة منها :
ألكبة أللبنية وألمشوية وألتبولة وألحمص وورق ألعنب وألفتوش وألشاورما وألمجدرة وألشنكليش
وألمكدوس وشيخ ألمحشي ومسقعة باذنجان ومحشي ألباذنجان وغيرها ألكثير ألكثير
الخاتمة :
رغم ما مرّت به من صراعات في العقد الأخير، تبقى سوريا بلدًا زاخرًا بالحضارة، يحتضن تراثًا إنسانيًا فريدًا يجمع بين الماضي المجيد والمستقبل الذي يتطلع إليه أبناؤها. فمدنها ليست مجرد أماكن، بل صفحات من كتاب الإنسانية.