أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

تعرف على تاريخ مدينة جنين وقراها

مدينة جنين، تعتبر جنين أحدى مدن ألمثلث في شمال ألضفة ألغربية وهي مركز محافظة جنين ، وتبعد عن ألقدس حوالي 75 كم الى ألشمال ، يحد جنين من ألشرق غور ألاردن ، ومن ألشمال مرج بن عامر ، ومن ألجنوب محافظة نابلس ، ومن ألغرب أراضي أل 48 ألمحتلة .


ألسكان :

يبلغ عدد  سكان مدينة جنين حوالي 39،000 نسمة أحصاء 2007م ، ومحافظة جنين يقطنها حوالي 256،000 نسمة ،ويتبع مخيم جنين لمدينة جنين ألذي يبلغ عدد سكانه حوالي 16،000 نسمة ،ويتبع مدينة جنين 4 بلديات (يعبد، سيلة الظهر، عرابة، قباطية).

يوجد فيها 7 مدارس حكومية، أربعة للبنين وثلاث للبنات، بالإضافة إلى المدارس الأهلية ومدارس وكالة الغوث، كما تضم مستشفيين، و23 عيادة صحية.

ألمساحة :

تبلغ مساحة جنين ألمدينة وحدها ألى 21،000 دونم ، مما يجعلها خامس أكبر مدينة فلسطينية في ألضفة ألغربية بألمساحة بعد مدن نابلس وألخليل وطولكرم ويطا ، وترتفع مدينة جنين عن سطح ألبحر بحوالي 175 متر ،بينما تبلغ مساحة محافظة جنين 583 كيلو متر مربع ، 

المناخ :

 يختلفُ المناخُ السائد في مدينة جنين عن المناخ العامّ لباقي المدن الفلسطينيّة ويعود ذلك إلى طبيعتها الطبوغرافيّة،حيث تحيط بها المرتفعات الجبلية، فمن الجهة الشرقية تحيطُ بها جبال جلبون، ومن الجهة الجنوبيّة والغربية والشمالية الغربيّة تحيط بها جبالُ نابلس، وكذلك فهي تقعُ على ارتفاع يتراوحُ بين 125 و 225 م، ويصلُ امتدادها الى جبال الكرمل، وهذا الموقع قلّلَ من استفادة المدينة من الرياح الماطرة والتي تعدلُ درجاتِ الحراراة العالية، وكذلك عمل على إبعاد المدينة عن مناخ البحر الأبيض المتوسط، فحرارتها أعلى من المناطق المجاورة، وكميّة الأمطار قليلة بالمقارنة مع المناطق المجاورة لها.

الموقع والتسمية:

تبعد مدينة جنين الى ألشمال من نابلس 41 كم، وتشرف على سهل مرج ابن عامر، ويقوم قسم كبير من بناياتها على "تل عز الدين" الواقع شرقي المدينة.  ولغزارة مياهها تكثر فيها الجنان والبساتين، وربما من هنا جاء اسمها القديم "جانيم" بمعنى جنان. ترتفع المدينة عن سطح البحر من 125 – 250 متراً، وتكون الرأس الجنوبي لمثلث سهل مرج بن عامر، على أحد المداخل الجنوبية المؤدية إلى جبال نابلس.



تاريخ جنين:

تعتبر مدينة جنين تاريخيآ أحدى مدن ألمثلث في شمال فلسطين ، وعرفت جنين بعدة أسماء عبر ألزمن ، وقد ورد أسم ألمدينة في مصادر وآثار ألمصريين ألقدماء وألبابليين وألآشوريين، وكما ورد من علماء ألآثار فأن ألكنعانيين هم من أسسها في حدود سنة 2450 قبل ألميلاد ،وبهذا تعتبر جنين من أقدم مدن ألعالم ألتي لا تزال مأهولة بألسكان ، ومن أسمائها ألقديمة عين جانيم وتعني ألجنائن ، بسبب ألجنائن ألتي كانت تحيط بها ، وحيث أرتبط أسم ألمدينة بمرج بن عامر ، ألذي يعتبر أخصب أراضي فلسطين ألتاريخية ،

 وفي ألعهد ألروماني ذكر أسم جيناي على أنها من قرى سبسطية ألتي كانت تحت حكمهم ، سيطرت على جنين ألكثير من ألحضارات على مر ألتاريخ وتارة تنتعش وأخرى تنتكس ، حتى بدأت ألدولة ألعثمانية بألأهتمام بها ، حينها أزدهرت ألمدينة في أواخر ألدولة ألعثمانية ،وتم تأسيس أول مجلس بلدي فيها عام 1886 م ، وبعدها بدأت ألمدينة بألتطور بخطى متسارعة على ما يزيد من قرن وأزداد عدد أللاجئين فيها ، حتى وصلت منزلتها ألمهمة بين ألمدن ألكبرى بألضفة ألغربية في ألعصر ألحديث ،

والمعروف أن جنين الحالية تقوم على البقعة التي كانت عليها مدينة عين جانيم الكنعانية التي تعني عين الجنان، وفي العهد الروماني أقيمت مكانها قرية ذكرت باسم جيناي من قرى مقاطعة سبسطية وقد مر السيد المسيح -عليه السلام- بجنين أو بالقرب منها  وهو في طريقه من الناصرة إلى القدس، ويقال إنه شفى عشرة من المجذومين في قرية برقين غربي المدينة، وتخليداً لهذا الحدث شيدت كنيسة في القرية ما زالت باقية حتى اليوم.

العصور القديمة:

توفرت في موقع جنين المظاهر الطبيعية اللازمة لأي استقرار بشري، ففيه توفر الماء والسهل والجبل والأودية والكهوف، وبالتالي وفر هذا الموقع الماء والغذاء والمأوى والطريق. وعليه فليس من المستغرب أن يكون الإنسان الأول قد أقام في هذا الموقع ولا سيما أنه اكتشفت بقايا الإنسان الأول في جبل الكرمل القريب من موقع جنين، وفي نفس الوقت ليس هناك ما يحول دون انتقال ذلك الإنسان من جبل ألكرمل إلى جنين.

 وقبل الميلاد بقرون عديدة كانت مدن بيت شان (بيسان) ومجدو ودوثان، وحتى تقوم بين هذه المدن علاقات تجارية فلا بد من موقع وسطي يقوم بتقديم الخدمات للقوافل التجارية، وأنسب موقع في هذا المجال هو موقع مدينة جنين الذي يقع في وسط المثلث الذي شكله مواقع تلك المدن. 

العهد الفينيقي والإغريقي:

عُثر على 4 مشاعل مصنوعة من الطين النضيج في جنين، وهي ذات أصل فينيقي وتعود للقرن الثامن قبل الميلاد، وكان صاحب هذا الاكتشاف هو عالم الآثار «ج.أ. هاردينغ»، الذي قال بأن هذا دليل على وجود نوع من التفاعل والعلاقات التجارية بين سكان جنين وفينيقيا في ذلك الزمن.

ألعهد ألروماني وألبيزنطي:

وفي العهد الروماني أطلق عليها اسم جيناي، ولما ورث البيزنطيون حكم البلاد أقاموا فيها كنيسة جينا، وقد عثر المنقبون الأثريون على بقاياها بالقرب من جامع جنين الكبير، ويرجع تاريخ إنشائها إلى القرن السادس الميلادي.

وفي القرن السابع الميلادي نجح العرب المسلمون في طرد البيزنطيين منها، واستوطنتها بعض القبائل العربية، وعرفت البلاد لديهم باسم "حينين" الذي حرف فيما بعد إلى "جنين"، وقد أطلق العرب عليها هذا الاسم بسبب كثرة الجنائن التي تحيط بها.

في القرن السادس للميلاد كانت في مدينة جنين كنيسة عثر على بقاياها بالقرب من الجامع الكبير.

جنين في عهد ألحروب ألصليبية وألمماليك:

 وفي فترة الحروب الصليبية كانت جنين بلدًا صغيرة وقعت في أيدي الإفرنج، وحصنوها بقلاع وأحاطوها بأسوار منيعة، وبعد معركة حطين عام 1187م دخل المسلمون المدينة، ونزل بها السلطان صلاح الدين وهو في طريقه من القدس إلى دمشق.

 وفي عهد المماليك تمت عمارة الخان "الفندق" الذي أنشأه الأمير طاجار الدوادار "وأنشأ فيه سبيلاً وحماماً وعدة حوانيت يباع بها ما يحتاج إليه المسافر وينتفع به، كما قامت السيدة فاطمة خاتون ابنة محمد بك بن السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري بتشييد الجامع الكبير الذي شيد على أنقاض مسجد آخر سابق له، حيث حول إلى كنيسة في أيام الصليبيين.

في سنة 496 -1103 وقعت جنين تحت الحكم الصليبي بعد أن داهمها الصليبيون بقيادة تنكريد دوق نورمانديا، وضمت لإمارة بلدوين ومملكة بيت المقدس، وأطلق عليها الصليبيون اسم جبرين الكبرى،  وبنوا فيها القلاع وأحاطوها بالأسوارلأهمية موقعها.

 وقد هاجم المسلمون بقيادة صلاح الدين في معرض غاراتهم على الكرك، وغنموا منها الشيء الكثير ثم انسحبوا منها إلا أنهم عادوا إليها بعد هزيمة الصليبيين في موقعة حطين المشهورة عام 1187م. ثم عادت جنين لسيطرة الصليبيين بموجب اتفاق الكامل الأيوبي وفريدريك الثاني الإمبراطور سنة 1229م، ثم نجح الملك الصالح أيوب في إخراجهم نهائياً منها سنة1244 ، وفي سنة 1255 غدت فلسطين تتبع سلاطين المماليك، وكانت جنين تحت سيادتهم تتبع سنجق اللجون، وظلّت البلدة في حوزتهم إلى آخر عهدهم.

وفي عهد المماليك كانت جنين إحدى اقطاعيات الظاهر بيبرس، وفي سنة 1260 ولّى السلطان المنصور قلاوون (بدر الدين درباس) ولاية جنين ومرج بن عامر، وفي سنة 1340 بنى الأمير طاجار الداودار المملوكي خاناً اشتمل على عدة حوانيت وحمام، وقد وصف المقريزي هذا الخان بأنه حسن البناء.

تم استحداث قضاء جنين عام 1882م، وكان يتألف من 81 قرية بما فيها جنين نفسها، وقدر عدد سكان القضاء في أواخر القرن العشرين  بـ 44311 نسمة.



 في العام 1917م كان قضاء جنين يتألف من 120 قرية، أهمها:

مجموعة الشعراوية الشرقية ومنها: عرابة، وكفر راعي، وسيلة الظهر، وبرطعة ...الخ والشعراوية نسبة إلى الأرض أو الروضة الكثيرة الشجر.

مجموعة مشاريق الجرار ومنها: قرى صانور، والزاوية، وجربا، وميثلون، وسيريس، وقباطية، والجزور، والزبابدة، والمغير ومجموعة بلاد حارثة وتشمل: تعنك، وسيلة الحارثية، واليامون، ودير أبو ضعيف وفقوعة.

معركة عين جالوت:

لقد كانت جنين وزرعين إحدى إقطاعيات ألظاهر بيبرس. في عام 1260 شهدت منطقة عين جالوت الواقعة بالقرب من زرعين، شمال جنين واحدة من المعارك الفاصلة في التاريخ، حيث تعد معركة عين جالوت من أهم المعارك في تاريخ العالم الإسلامي، انتصر فيها المسلمون المماليك انتصارا ساحقا على ألمغول وكانت هذه هي المرة الأولى التي يهزم فيها المغول في معركة حاسمة منذ عهد جنكيز خان

أدت المعركة لانحسار نفوذ المغول في بلاد الشام وخروجهم منها نهائيا وإيقاف المد المغولي المكتسح الذي أسقط الخلافة العباسية سنة 1258م. وفي عام 1280م ولّى ألسلطان قلاوون الأمير بدر الدين درباس ولاية جنين ومرج أبن عامر. ومن أبرز حوادث جنين في ألعهد ألمملوكي، انتشار ألوباء في مصر وبلاد ألشام عام 1347م، ويعود تمكن الوباء من هذه المدينة لانفتاحها على البلدان الأخرى ولكثرة الوافدين إليها حيث كانت جنين مركزاً من مراكز البريد بين غزة ودمشق.

 وقد حكم الأمراء الحارثيون - الذين أعلنوا الولاء للعثمانيين - هذه البلاد. وكانت مدينة جنين مركزاً لزعامتهم (من عام 1601م إلى 1671م ) حيث خرجت الإمارة منهم بعد هذا التاريخ وتولى الإمارة أحمد باشا الترزي ثم جاء بعده شيوخ المهاميط وأشهرهم الشيخ علي من أواخر القرن السابع عشر حتى أوائل القرن الثامن عشر. وفي عام 1566م قامت فاطمة خاتون زوجة والي دمشق ببناء جامع اشتمل على حمام وتكية وسوق (وهو جامع جنين ألكبيرحالياً) وقد بقي آل طرباي مسيطرين على المنطقة وموالين للعثمانيين الذين ساعدوهم ضد الأميرفخر ألدين ألمعني ألثاني حاكم لبنان - الذي فر إلى أوروبا عام 1613م، ولكنه ما لبث أن عاد ثانية إلى المنطقة، وتمكن من هزيمة الطرباي الذين حكموا المنطقة عام 1624م. وفي عام 1660م ألحقت جنين مع سنجق اللجون بولاية صيدا.

وفي القرن العشرين ارتبطت جنين بالسكك الحديدية التي وصلتها بالعفولة وبيسان ونابلس، وفي الحرب العالمية الأولى أقام الجيش الألماني مطاراً عسكرياً غرب جنين.

ألعهد ألعثماني:

وفي عام 1516م دخلت جنين تحـت الحكـم العثماني، وفي سنة 1516م، بَنَتْ فاطـمة "زوجـة لالا مصطفى باشا" جامعاً كبيراً في جنين. وفي سنة 1602م، تولّى الأمير أحمد بن طرباي حكم جنين تحت سيادة العثمانيين، ثم تولّى حكم صفد ثم اللجون واشترك في الفتن التي نشبت بين ولاة الدولة العثمانية.

وتعرضت جنين للحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت، حيث عسكر قائده كليبر في مرج بن عامر فهاجمه جنود الدولة العثمانية بمساعدة أهالي نابلس وجنين، وكادوا يقضون على الفرنسيين في تلك المنطقة؛ مما دفع بنابليون إلى إرسال نجدة لكليبر، ولما انتصر الفرنسيون أمر نابليون بحرق جنين ونهبها انتقاماً منهم لمساعدتهم العثمانيين، وبعد انسحاب الفرنسيين منها أصبحت مركزاً لمستلم ينوب عن والي صيدا.

ثم دخلت جنين كباقي مدن فلسطين تحت الحكم المصري بعد أن نجح إبراهيم باشا في طرد العثمانيين، وعيّن حسين عبد الهادي حاكماً لها، كما جعلها مركز لواء خاصاً به، إلا أن حكم المصريين لم يدم طويلاً، حيث اضطرّ المصريون للخروج من بلاد الشام عام 1840م. فعادت جنين قائم مقام في متصرفية نابلس التابعة لولاية بيروت التي أنشئت بدلاً من ولاية صيدا.

ألانتداب ألبريطاني:

 في عهد الانتداب البريطاني أصبحت مركزاً لقضاء جنين، ولها سجل حافل بالنضال ضد الاستعمار البريطاني والصهيوني،  حيث أعلنت أول قوة مسلحة ضد الاستعمار البريطاني عام 1935م بقيادة عزالدين القسّام، واشترك سكان المدينة في إضراب عام 1936م، وقد تعرضت جنين أبان فترة الانتداب البريطاني إلى كثير من أعمال العنف، والتنكيل، والتخريب، وهدم البيوت على أيدي القوات البريطانية؛ نتيجة لبعض الحوادث، مثل:  قتل حاكم جنين "موفيت" في عام 1938م.

وفي 14 مايو 1948م تركها الإنجليز؛ مما دفع اليهود بمحاولة فاشلة في السيطرة على المدينة أمام صمود المقاتلين الفلسطينيين بمساعدة الجنود العراقيين، وبعد توقيع الهدنة عام1949م هاجم الفلسطينيون والعراقيون مواقع اليهود واستطاعوا استرداد عدد من القرى، مثل: فقوعة، وعرابة، والمقيبلة، وصندلة، وجلمة، وغيرها.

وطرد اليهود منها وبقيت جنين مركزاً لقضاء يتبع لدار نابلس، وفي عام 1964م أصبحت جنين مركزاً للواء جنين ضمن محافظة نابلس، وفي عام 1967م وقعت جنين تحت السيطرة الإسرائيلية مثل باقي مدن الضفة الغربية، واستمرّت كذلك حتى قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1995م.


قرى جنين:

في محافظة جنين مدينتان، مدينة جنين وقباطية، ويتبع المحافظة 14 بلدية كبيرة (هي يعبد، عرابة، برقين،صانور، ألسيلة ألحارثية، سيلة ألظهر، ألزبابدة، أليامون، كفر راعي، كفر دان، ميثلون، دير أبو ضعيف، جبع، عجة، صير)، كما ينتشر عدد ليس بقليل من القرى ومخيم يقع إلى الغرب من المدينة يبلغ تعداد سكانه الى 16،000 نسمة، والذي تعرض للاجتياح الإسرائيلي في شهر نيسان عام 2002م. كانت جنين تضم قبل نكبة 1948 حوالي (70) قرية كبيرة وصغيرة وبعد النكبة اقتصرت على ما يقارب 30 قرية صغيرة. ومثل باقي المدن الفلسطينية، تعرضت أراضي شاسعة من جنين وقراها للمصادرة من قبل إسرائيل، حيث أقام على أرضها ما يزيد عن 10 مستوطنات.

ومن أبرز الحوادث التي تعرضت لها جنين في العهد المملوكي الوباء الذي انتشر في مصر والشام وقضى على سكان جنين لم يبق منها إلا امرأة عجوز، كما كانت جنين مركزًا للبريد، حيث كان يحمل البريد من جنين إلى صفد، ومن جنين إلى دمشق عن طريق طبريا –بيسان-إربد- دمشق.

النشاط الاقتصادي:

مدينة جنين إحدى المدن الرئيسية في فلسطين، بالرغم من قلة عدد سكانها تاريخياً حتى النكبة، مقارنة بالمدن الفلسطينية الأخرى، إلا أن لها ثقلاً اقتصادياً يفوق حجمها السكاني بشدة، وهذا يعود لتمتع المحافظة بخصائص طبيعية متنوعة وفرت لها موارد اقتصادية متنوعة لا سيما في مجال التعليم والخدمات والمهن والحرف، مما مكن أبناءها من إيجاد فرص عمل في الدول العربية المجاورة، وهذا بدوره خفض من أثر المدينة بالمساهمة الفعالة بالحجم السكاني في الضفة الغربية، ولكنه أتاح الفرصة لرفع معدلات حوالات المغتربين للمدينة والمحافظة بشكل كبير مما أثر على اقتصاد المدينة والبلاد بشكل إيجابي. تدير غرفة تجارة وصناعة وزراعة لواء جنين الأوضاع الاقتصادية في المدينة.

ألتجارة في جنين:

تنتشر ألاسواق في مدينة جنين منها ألسوق ألشعبي، وسوق ألحلال، وسوق ألجملة، وسوق ألسيباط، وسوق شارع ألناصرة،وسوق شارع أبو بكر،وسوق شارع بور سعيد، وسوق شارع فيصل، وسوق شارع ألهلال، وسوق شارع فاطمة خاتون، وسوق ألحسبة ألقديمة ،  

وتحتوي الأسواق المذكورة على العديد من المحلات التجارية المختلفة. بالإضافة إلى سوق تجاري رئيسي يقع وسط المدينة وآخر يقع شمال المدينة مخصص لاستقبال المتسوقين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر الذين يشكلون 85% من القوة الشرائية حسب تقديرات الغرفة التجارية والصناعية في جنين. 



ألانشطة الاقتصادية في جنين: 

ألزراعة:

تعد منطقة جنين منطقة زراعية، وأهم محصولاتها الزراعية: القمح، الشعير، السمسم، الزيتون، البطيخ، واللوز. كما يعد قضاء جنين من أشهر المناطق في زراعة الزيتون في فلسطين. وأشهر مناطق زراعة الزيتون في قضاء جنين: أم الفحم، اليامون، السيلة الحارثية، برقين، يعبد، عرابة، كفر راعي، سيلة الظهر، الفندوقومية، جبع، وقباطية، أما قرية قباطية فهي أكثر قرى قضاء جنين زيتونًا، وزيت يعبد أحسن زيوت الشمال.

تتمتع منطقة جنين وطوباس بثروة حرجية تميزها على باقي محافظات السلطة الفلسطينية، وتنتشر الغابات على مساحة تقارب 270,000 دونم، تشكل حوالي 85% من أحراش الضفة الغربية، إلا أنها تقع في الغالب في التصنيف (ج) حسب أتفاق أوسلو.

حيث تعد أراضيها الزراعية واحدة من أكثر المناطق خصوبة في الضفة الغربية، حيث تزرع سنوياً بالمحاصيل الحقلية والخضار والأشجار المثمرة كالزيتون وأللوزيات وألحمضيات، بالإضافة إلى استخدام البيوت البلاستيكية على نطاق واسع. كما تشتهر المحافظة منذ عقود بزراعة فاكهة ألبطيخ بشكل لافت. 

كما اهتمّ السكان في جنين بتربية الحيوانات، وخصوصاً الماعز، إلا أن هذه الأهمية تناقصت بعد تقدم الزراعة، وتناقص مساحة المراعي والحرج التي كانت منتشرة في المنطقة؛ وبالتالي اختلفت النسب النوعية لمكونات الثروة الحيوانية، فبعد أن كان الضان يمثل 25% من جملة الثروة الحيوانية عام 1934م أصبح يشكل 67.6% عام 1993م، وهذا يدل على تراجع الماعز، ثم أخذت أعداد الحيوانات خصوصاً الأغنام و الماعز تتزايد بسبب اعتماد السكان على اللحوم المحلية .

 الصناعة:

لا يوجد في مدينة جنين أو لوائها صناعة بمعنى الكلمة، إلا بعض الحرفيين والمهنيين، مثل: الخياطين، والحدادين، وغيرهم، كما يوجد بعض الصناعات الزراعية، مثل: عصر الزيتون، ومطاحن الغلال. كذلك يوجد صناعات خاصة، مثل: البناء، كمقاطع الحجارة، والكسارات، وصناعة البلاط، والموزايكو. وهناك صناعات الملابس، والأحذية، والصناعات الخشبية والحديد. بدأ اقتصاد المدينة يتحول تدريجياً إلى الصناعة بعد قدوم ألسلطة ألفلسطينية في منتصف تسعينات ألقرن ألماضي، وبالأخص الصناعات الخفيفة والمتوسطة، حيث ستنشأ منطقة صناعية دولية من أجل تفعيل الحركة الاقتصادية وتنشيطها، وإيجاد فرص عمل لعدد كبير من أهالي المنطقة، وجعل جنين همزة وصل بين عرب ألداخل وباقي مناطق السلطة الفلسطينية.

في عام 2008م، افتتح مهرجان للصناعات الوطنية الفلسطينية في القرية السياحية شرق جنين، برعاية السلطة الفلسطينية وبدعم أوروبي، وكان لذلك شأن كبير في تقدم المشاريع الاقتصادية وتحقيق النمو الاقتصادي في المحافظة والأراضي الفلسطينية بصورة عامة.

النشاط الثقافي:

لقد شهدت المدينة حركة تعليمية منذ زمن بعيد، حيث كان نظام الكتاتيب سائداً منذ بداية القرن التاسع عشر، كما شهدت مساجد المدينة الحلقات التدريسية، والمناظرات العلمية التي يعقدها مشاهير العلماء المسلمين، وغلب على هذه الحركة العلمية الطابع الديني.


وفي نهاية القرن التاسع عشر أقيمت أول مدرسة ابتدائية ضمّت أربعة صفوف، ثم أنشئت مدرسة أخرى، وفي عام 1943 أنشئت في جنين مدرسة ثانوية، وقد ساعد على تطوير الخدمات التعليمية في جنين تشكّل لجنة المعارف المحلية التي كانت مهمتها البحث عن الموارد والمصادر المالية لتطوير التعليم.

بعد حرب عام 1948م لم يكن في المدينة سوى مدرستين: واحدة للذكور تضم صفوف المرحلة الابتدائية والثانوية، وأخرى للإناث تضم صفوف المرحلة الابتدائية. وزادت عدد المدارس في عهد ألاحتلال وتضاعفت أعداد الطلبة.

أبرز المعالم السياحية والتاريخية في جنين:

كنيسة برقين:

سميت الكنيسة بكنيسة مار جرجيس، وهي تتبع طائفة الروم الأرثوذكس، وقد بني الجزء الأول من الكنيسة منذ ألفي سنة، أما الجزء الثاني فشيد في عصر الملك قسطنطين وأمه هيلانة قبل حوالي 1500 سنة.

تنبع أهمية الكنيسة من كونها خامس مكان مقدس في العالم بالنسبة للمسيحيين، ورابع أقدم كنيسة في العالم أيضا بعد كنيستي المهد والبشارة والقيامة، وورد ذكرها في الإنجيل، وفي كتاب"معجزات السيد المسيح"، في الصفحتين 2002 و2003، وهي كنيسة قام السيد المسيح بمعالجة عشرة من البرص في مغارتها، أثناء رحلته من الناصرة باتجاه مدينة القدس،



 تقوم الكنيسة على مساحة تقدر (800) متر مربع، وهي مقسومة إلى ثلاثة أجزاء رئيسة، إضافة إلى ساحة وحديقة وبناء حديث العهد لتعليم الأطفال، وغرفة لإقامة الخوري.

الجزء الأول:

 وهو الأهم، عبارة عن مغارة منحوتة في صخرة، بمساحة عشرين متراً تقريباً، تعلوها نافذة مدورة الشكل، وهي النافذة التي تقول الروايات التاريخية أنها كانت تستخدم لإنزال الطعام للمرضى العشرة الذين كانوا مصابين بالبرص.

الجزء الثاني:

وهو قاعة الكنيسة المبنية منذ ألف وخمس مائة عام تقريباً، ويوجد فيها كرسي المطران المنحوت من حجارة على شكل رأسين لأسدين، يجلس عليه الكاهن خلال مواعظه الدينية، وبجواره الهيكل، وهو قسم تفصل عنه القاعة حواجز في أعلاها اثنتي عشرة نافذة صغيرة، ترمز إلى عدد تلاميذ السيد المسيح، ولا يسمح للنساء بدخولها ولا حتى السائحات، وهو مخصص في الأصل للكاهن، حتى أن أرضيته لا ينظفها إلا الرجال، نقشت على حجارته الخارجية كتابات قديمة، لكنها آخذة بالاندثار بفعل عوامل الطقس.

مدخل كنيسة برقين

الجزء الثالث:

مغارة مفتوحة، في الركن الشرقي للكنيسة، كانت تستخدم كمدرسة لتعليم الأطفال، تعلوها قنطرة. أما الأسوار القديمة فهي قديمة، ويعود تاريخ تشييدها إلى ألف وخمسمائة سنة. جرسها الحالي، ونافذتها المستديرة الشكل ما زال كل منهما على حاله منذ ما قبل العام 1948.

الجامع الكبير:

 وهو معلم تاريخي أقامته فاطمة خاتون ابنة محمد بك بن السلطان الملك الأشرف قانصوة الغوري ويقع وسط المدينة.

جامع جنين الكبير

الجامع الصغير:

ليس له تاريخ معروف يقال أنه كان مضافة للأمير الحارثي في حين يلحقه البعض إلى إبراهيم الجزار. 
 

خربة عابة:

تقع في الجهة الشرقية من المدينة في أراضي سهيلة، وتشمل هذا الخربة على قرية قد دمرت، وصهاريج منحوتة في الصخر، و قبر منقور في الصخر فيه مجموعة من الأسرجة .

خربة خروبة:

تقع على مرتفع يبعد قرابة كيلو مترين شمال مدينة جنين، تحتوي على بقايا برج له قاعدة مائلة وأساسات وجدران وصهاريج وكهوف ومدافن.

تل تعنك:

عبارة عن تل ومدينة كنعانية عربية ثم إسلامية لاحقا، يقع المعلم الأثري على تل تعنك الكائن في الطرف الشمالي الغربي لقرية تعنك الحالية، وتبعد ثمانية كم تقريباً شمال غرب مدينة جنين في الضفة الغربية شمال فلسطين .

نفق بلعمة:

نفق محفور في الصخور، يعتبر أعظم نفق مائي يتم الكشف عنه في فلسطين كان هذا النفق يستخدم كممر آمن لوصول سكان مدينة بلعمة القديمة إلى نبع المياه عند أقدام خربة بلعمة التي تعرف بموقع ابليعام"، وموقع ابليعام هذا هو المذكور في الأرشيف الملكي المصري منذ القرن الخامس عشر ق.م كشف عن الموقع الأثري في عامي 1996-1997.



تل الحفيرة (تل دوثان):

 يقع تل دوثان جنوب مدينة جنين على بعد ستة كيلو مترات تقريباً بجانب سهل عرابة من الناحية الشرقية بجانب بئر الحفيرة، هو عبارة عن تل ومدينة كنعانية عربية إسلامية.

تل الحفيرة

وتحيط أشجار اللوز والبرتقال بمنازل قرية دوثان، ويوجد عند سفح الطرف الجنوبي للمعلم نبع يشكل مصدر المياه الوحيد المتاح هناك.  ويرتبط المعلم بقصة سيدنا يوسف وأخوته وكيف ألقوه في الحفرة (البئر) وتم أول استيطان بالمعلم الأثري في العصر الحجري النحاسي، حيث تم العثور على العديد من قطع الفخار التي تعود للعصر الحجري والنحاسي الحديث. 

وأعيد بناء المعلم أكثر من مرة في العصر الحديدي والعصر الإغريقي، حيث كان يعرف باسم دوثان وتم بناء مستوطنة صغيرة جداً على قمة التل.  وتم الكشف جزئياً عن بناء ضخم في منطقة قمة الموقع، يتألف من حوالي ست ساحات وحوالي 150 غرفة. أما في الوقت الحاضر؛ فقد أقيمت قرية فلسطينية تقليدية على الطرف الغربي للمعلم الأثري المذكور.

مقبرة شهداء الجيش العراقي:

انشأت المقبرة بعد معركة جنين الاولى والثانية في عام 1948م والتي تقع على الطريق الرئيسي بين مدينتي جنين ونابلس على بعد اربع كيلو مترات من مدخل جنين الجنوبي ويبلغ عدد قبور الشهداء العراقيين 56 قبرا.


تعليقات