أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

مدينة صُحَار العُمانية:مدينة تجمع بين التاريخ العريق والموقع الاستراتيجي

 مدينة صُحَار العُمانية:مدينة تجمع بين التاريخ العريق والموقع الاستراتيجي

تُعد صحار من أعرق المدن في سلطنة عُمان، وهي مدينة تجمع بين التاريخ العريق والموقع الاستراتيجي والنهضة الحديثة، إذ كانت في الماضي مركزًا بحريًا وتجاريًا مهمًا، وتُعد اليوم من أبرز المدن الصناعية والاقتصادية في البلاد.

مدينة صُحَار العُمانية:مدينة تجمع بين التاريخ العريق والموقع الاستراتيجي
مدينة صحار

نبذة تاريخية:

تُعتبر مدينة صحار من أقدم المدن العُمانية، ويُعتقد أن تاريخها يمتد لأكثر من 3000 عام. كانت عاصمة لعُمان في فترات تاريخية قديمة، واشتهرت بأنها ميناء عربي عظيم في العصور الإسلامية المبكرة.
ذكرها الجغرافيون والمؤرخون مثل ابن حوقل والإدريسي وياقوت الحموي بأنها من أغنى مدن شبه الجزيرة العربية في العصور الوسطى، وكانت مركزًا لتصدير النحاس الذي اشتهرت به جبال عُمان. كما يُقال إن الرحالة أحمد بن ماجد والبحار الشهير السندباد ارتبطت أسماؤهم بهذه المدينة البحرية العريقة.

الموقع:

تقع مدينة صحار في شمال سلطنة عُمان، وهي عاصمة محافظة شمال الباطنة. تطل على بحر عُمان من جهة الشمال، وتُعد قريبة من الحدود الإماراتية، وتبعد حوالي 230 كيلومترًا شمال غرب العاصمة مسقط. موقعها الساحلي جعلها حلقة وصل بين الموانئ الآسيوية والخليج العربي.

المساحة والسكان:

تبلغ مساحة ولاية صحار نحو 1728 كيلومترًا مربعًا تقريبًا، ويبلغ عدد سكانها حوالي 220 ألف نسمة وفق التقديرات الحديثة. وتضم المدينة العديد من القرى والأحياء الحديثة، إلى جانب مناطق صناعية وتجارية كبيرة.

الأكلات الشعبية:

تشتهر صحار بعدد من الأكلات العُمانية التقليدية التي تعبّر عن ثقافة البحر والبادية، ومن أبرزها:

المكبوس:

 الأرز المطبوخ مع اللحم أو الدجاج ومزيج من التوابل.

الشواء العُماني:

 لحم يُطهى في تنور تحت الأرض لساعات طويلة.

الثريد:

 خبز يُغمر بمرق اللحم والبهارات.

العصيد والهريس

من أشهر أطباق المناسبات.
كما يشتهر سكان صحار بتحضير أطباق بحرية متنوعة بفضل موقع المدينة الساحلي، مثل السمك المشوي والروبيان والكنعد.

الأماكن السياحية:

تزخر مدينة صحار بالعديد من المعالم التاريخية والطبيعية التي تجذب الزوّار، ومن أبرزها:

قلعة صحار:

 من أقدم القلاع في عُمان، تقع على شاطئ البحر وتتميز بتصميمها المعماري الفريد، وتضم متحفًا يعرض تاريخ المدينة.

كورنيش صحار

من أجمل الواجهات البحرية في السلطنة، يتميز بمساحاته الخضراء وإطلالاته البحرية الخلابة.

جامع السلطان قابوس بصحار:

 من أكبر المساجد في عُمان وأجملها من حيث الزخارف والنقوش الإسلامية.

وادي حيبي ووادي الجزي

من أجمل الأودية في المنطقة لعشّاق الطبيعة والمغامرة.

شاطئ صحار

مكان مثالي للاستجمام ومشاهدة غروب الشمس الساحر.

الاقتصاد والصناعة:

تُعد صحار اليوم من المراكز الاقتصادية والصناعية الكبرى في سلطنة عُمان. تضم المدينة ميناء صحار الصناعي الذي يُعتبر من أكبر الموانئ في الشرق الأوسط، ومنطقة صحار الصناعية التي تحتوي على مصانع للحديد والألمنيوم والبتروكيماويات.
كما تُعد مركزًا تجاريًا نشطًا بفضل قربها من الإمارات وسهولة الوصول إلى الطرق البرية والبحرية. وتلعب الزراعة وصيد الأسماك دورًا في الاقتصاد المحلي إلى جانب الصناعة والخدمات اللوجستية.

الطقس:

يتصف مناخ صحار بأنه حار ورطب في الصيف ومعتدل في الشتاء. تصل درجات الحرارة في الصيف إلى أكثر من 40 درجة مئوية، بينما تنخفض في الشتاء إلى نحو 20 درجة. تشهد المدينة أمطارًا خفيفة في شهور الشتاء، وتعتبر الأجواء من نوفمبر إلى مارس الأفضل للزيارة.

العملة المستخدمة واللغة:

العملة الرسمية في صحار هي الريال العُماني (OMR)، أما اللغة الرسمية فهي اللغة العربية، وتُستخدم اللغة الإنجليزية على نطاق واسع في الأعمال التجارية والسياحة.

الخاتمة:

تُعتبر مدينة صحار مزيجًا رائعًا من الأصالة التاريخية والنهضة الحديثة، فهي مدينة حملت راية التجارة البحرية في الماضي، وتُواصل اليوم دورها كمركز اقتصادي وصناعي رائد في السلطنة. بجمال سواحلها وعمق تراثها، تبقى صحار من المدن التي تعكس روح عُمان المتجددة وتاريخها العريق الممتد عبر القرون.

.........................

تعليقات